«الأحلام هي المكان الوحيد الذي شعرت بالأنس فيه»
ليل تنام؛ فيبدأ الحلم. آدم ينام، فينتهي الحلم.
عن ليل التي فقدت شعرها وآدم الذي ينام في أحلامه.
• Cover By TBH+C Graphics Book •
Oops! Questa immagine non segue le nostre linee guida sui contenuti. Per continuare la pubblicazione, provare a rimuoverlo o caricare un altro.
لم تفقه شيئا من محاضراتها في اليوم التالي وقامت أستاذة الباطنة بتوبيخها أمام زملائها والمرضى بسبب كثرة أخطائها هذا اليوم.
لكن من يستطيع لومها؟ لقد اكتشفت أنها كانت تأخذ عقار اكتئاب غريب تحت التجريب وأعراضه الجانبية تعبث الآن بسائر جسدها. ما كان يجدر بها أن تذهب للجامعة هذا اليوم، لكن مجددًا، ماذا ستفعل إن لم تلتهي بمحاضراتها؟
ستجن.
دخلت إلى دورة المياه وأغلقت الباب خلفها متنهدة بارتياح أنها كانت فارغة، ثم سمحت لنفسها أن تنهار.. أو تمنت أن تفعل لأنها لم تكن قادرة على البكاء رغم اختناقها.
الإرهاق يفتك بجسدها كله ومزاجها معكر جدا مع عناء رهيب حل بصدرها. عناء ثقيل جعلها تشعر بأن السائل الذي يحيط به كي يحميه قد نضب والتصقت به أغشيته مثل كفن يقوده نحو مصرعه المحتوم.
وتدلى قلبها مخنوقا بين رئتيها.
وضعت يدها على صدرها وأغمضت عينيها بألم، إنه وحيد جدا ومنكمش على نفسه، مثلها. مرهق رغم انقباضه وانبساطه، يعمل بصمت ويتألم دون أن يتذمر. ولكن ليل شعرت أن خطبا ما قد ألمَّ به؛ فهو قلبها بعد كل شيء.
فتحت عينيها مجددا وسألت نفسها، لم هربت إلى ألمانيا بحجة الدراسة؟ وكيف لم تزر أهلها رغم مرور سنتين بالفعل؟ كيف تمكنت من اختراع عدد لا نهائي من الحجج لإلغاء زياراتها؟ الإجابة عالقة في حلقها ترفض أن تخرج.
لقد أرعبوها.
ليل في أعماقها كانت خائفة منهم، من الأشخاص الذي سمحوا لرجل يعيش بينهم أن يقتل زوجته لأنه كانت -تستفزه-. كانت خائفة من الطريقة التي يولون بها ووجوههم ويصمون بها آذانهم حين يسمعونها تبكي وتشتمه وتئن من ضلوعها.. لقد.. لقد سمحوا له أن يقتلها تحت أنظارهم ومسامعهم بحجة البيوت أسرار!
ارتعشت أوصال ليل. كانت خائفة لأنهم ظلوا يعتقدون أنه كان شخصا جيدا في أعماقه، وخائفة لأنهم بكوا قاتلا مثله. هربت لأن قاتلا رَوَعها من الحياة إلى الأبد، ولأن أهلها عاملوه كفرد من عائلتهم.
كانت تلوم نفسها بين حين وآخر لأنها تركت أختها هناك معهم، مع أمها التي كانت طيبة على نحو مثير للقلق ووالدها الذي يصرف النظر عن فظائع الآخرين بمبررات مضحكة تقنع الجميع على نحو لم تفهمه.. ساعات غضب!
