"في منزلنا القديم"

275 20 10
                                    

في منزلنا القديم...
لا بردٌ ... ولا خوفٌ ... ولا حنينٌ!

في منزلنا القديم..
حيث الأرجوحة تضحك...
والجدران محفورٌ عليها ذكرياتُ السنين!

في منزلنا القديم..
حين كنت أرى العالم قصة...
والسماء بعد يد...
فذاك يقين!

أيا منزلنا القديم!
ها قد أتيت !
بعد أعوام كثيرة...
أدق الباب فى صمت حليم.

فُتح الباب
والصدأُ قد بلغ منه حد الأنين.
لما ذهبتَ قبلا؟
فما عاد هنا لك بيتٌ يا مسكين!
سمعت الهمهمات الخفيضة
فتجاهلت ومضيت!

دخلت...
فإذا بالجدران تنهرني
والنوافذ تراقبني في صمت حزين!

بحثت في الحجرات واحدة بعد أخرى...
عن أي شئ من عبق الماضي القديم.
الماضي الثمين!
كله بات ركامٌ وغبارٌ وصدأٌ ثخين!

ذهبت لأزهارٍ زرعتها قديماً..
فما وجدت غير وعاءٍ فارغٍ وطين!
أين ذكرياتي وأحلامي وعبق السنين؟

طأطأت برأسي، واستندت على الجدار.
عيوني تذرف دمعا ولساني يواسي الدار.

لقد جئت!
ولن أغادر من جديد.
فما وجدت في الخارج غير بشر ضائعين.
آلام، وكذب، وعدم في الآفاق يبين.

وما وجدت خيرا من هذه الأرجوحة..
تحمل أحلامي وتحفظها لي في ملاذ أمين.

وأيقنت أن السماء كالخيال! ..
عني ببعيد!

صدقني أيها البيت!
فلن أغادر من جديد.
فلتنس كل تحلطماتي وتأففي..
فما كان إلا تغلّي عليكَ شديد.

صدقنى أيها البيت!
يا وطني القديم!
لم أكن في بُعادي إلا وحيد.
فلتعد لي يوماً واحداً...
بل ساعةٌ واحدةٌ!
فأغدو مرفرفاً سعيدْ.

أيا بيتي القديم!
أعد لي حلما واحدا من أحلامي الصغيرة فيك.
لقد جئت
ولن أغادر من جديد.

قلت وكررت مرات ومرات..
أنا الطفلة التي أحبتك يوما!
هل نسيت؟
وانتظرت وانتظرت...
ردا أى رد!

ولكن لم يحفّني إلا السكون...
سكون أليم!
فقمت بقلب متزعزع نحيب.
أستند على الجدران؛ لتريني الطريق.

وخرجت أغلق الباب بصمت خلفي..
صمت الندمِ، والألمِ، وخيبةِ الأملْ!
صمت من يعلم أنّ الباب لن يُفتح من جديد.








أوراق الخريف🍁-autumn Leaves 🍂Where stories live. Discover now