الفصلُ السادس - غيرُ مرئي لكِ

67 1 0
                                    

طرق ماثيو الباب مرّتين ثم أمسكَ مقبض البابِ منبهاً
" سوف ادخُل "
وفتح الباب ، كان ضوءُ الشمسِ أول ما لامسَ عينيه .
انتقل ببصرهِ نحوَ إيميلي الجالسة ،
تضم قدميها نحو صدرها متكوّرةً كالطفلةِ تماما ً .
سحب كرسياً ليضعُه جانب سريرها ثم جلس عليه .
" إيمـ.. إيميلي "
لا رَد، وكأنها في عالمٍ آخر معزولةٌ عمّن حولها .
كرر ثانيةً ..
" إيميلي "
" إيميلي انظري نحوِي "
لا ردّ فعل ، وكأنها تمثالٌ جامد .
" يرى الأطباءُ أن إعطائك المهدئات هو الحل المثالي ، لكنّي مازلت اذكُر خوفكِ من الإبر جيداً لذلك طلبتُ منهم إعطائي فرصةً لأقناعك بالاسترخاء وتناولِ الطعام "
جلس أمامها في السرير و أخرجَ عقد اللؤلؤ من جيبهِ قائلاً
" هذا العقد .. سمعتُ والدكِ السيد جون يقول أنه أهداهُ لك .. لأنه يليقُ بك وقد كان لوالدتكِ مسبقاً ! "
رفعت إيميلي عينيها ببطءٍ نحوَ العقـد ،
أكمل ماثيو :
" أعلم أنك مشتاقةُ إليهِ كثيراً ، لكننا نحتاجُ إليكِ متعافيةً كي نستطيع معرفةَ ماحدث لأنك أنتِ الوحيدة التي شاهدتِ كل شئ .. أرجوكِ .. لأجلِ والدكِ "
" والدي .. جون "
فزع ماثيو
" هل تتذكرين شيئًا "
أومأت إيميلي نافية
" كل شئ مشوَش "
اقترب ماثيو من ايميلي رافعًا شعرها الكستنائي لأعلى ، ثم ألبسها إياهُ .
فور أن فعل ذلك ، تذكرت ذات المشهد
ِقد حدث في سابقاً السيارة مع والدها ، أمسكتْ رأسها بـِ كلتا يديها متألمة راخيةً جسدها للخلف لتستقر على صدرِ ماثيو مغشيًا عليها .
------------------------------

-
" سيدي ..
أكتبُ لك هذا التقرير بعد مرورِ أسبوعٍ من تواجد الآنسة " إيميلي " في مصحّتنا .
هنالك تطوّر ملحوظ على حالتها النفسية ، لكن ذاكرتها عن تلك الحادثة شبهُ معدومة .
تصاب بنوباتِ هلع من حينٍ لآخر ، لكن السيد " ماثيو مارتينيـز " يقوم بجهدٍ جبار لجعلها تستعيد ذاكرتها .
أرسِلُ لك هذا الإيميل لتنبيه حضرتك بإحتمالية كونهِ سيشكل عائقاً في المُستقبل القريب "

رفع " د. سايمون "
عينيهِ من شاشةِ حاسوبهِ نحو النافذة المقابلة ، حيث ماثيو يمشي حاملاً كوباً من الشوكولا الساخنة بيدهِ متجهاً نحو إيميلي الجالسة بهدوء و إبتسامةْ مُسالمة .
عاد بنظرهِ نحو الشاشة مجدداً ،
رفع سبّابتهُ ببطءً نحوَ زر الحذف ، ضاغطاً اياهُ مراتٍ متتالية ليحذف جزءًا ما من النص ويكتبَ مجدداً ثم يُرسل .
و أغلق حاسوبـَه .

" إيميلي .. احضرتُ لكِ هذا "
قالها ماثيو مباشرةً عندما مدّ يدهُ التي تمسكُ الكوب نحو إيميلي ناظراً للفراغِ لتجنبِ عينيها .
تناولتهُ أيميلي بكلتا يديها الصغيرتين مبتسمة
" شكرًا ماثيو "
جلس ماثيو بجانبها و إحتسى رشفةً من الشوكولا الساخنة ، ثم نظر نحوَ إيميلي الشاردةِ في الكوب بحزن ..
" ألن تشربي ؟ "
" بلى .. اسفة "
ثم اخذت رشفة كذلك لكن فاها لم يحتمل حرارةَ الشوكولا الساخنة ، رفعت يديها لتضعها على ذلك الأخير مما أدى الى وقوعِ الكوب ليُسكب المشروبُ على ملابسها .
" يا ويلي ، إيميلي !! "
قالها ماثيو فزعاً ..
ثم راح يلتفتُ باحثاً عن شيء يجففُ به ما انسكب على ملابسِ ايميلي ..
" هل تحتاجونَ الى مساعدة ؟ "
التفتَ ماثيو نحو مصدرِ السؤال ، فإذا به
الطبيبُ سايمون.
وقبل أن يتفوه ماثيو ببنتِ شفة ، أخرجَ سايمونُ قطعةً قُماشية من سترتهِ و راح يجففُ يديّ إيميلي المُبللـة .

عائدةٌ إليكَ - Back To YouWhere stories live. Discover now