الفصلُ السادس - أُحَبّ من قبلكِ Loved By You

97 2 0
                                    

كان آرثر جالسًا في ذلك المتجر الوردي ، محاطًا بملابسَ فتياتٍ لطيفةٍ مختلفـة منتظرًا إيميلي التي تجرب الملابس .
رنّ هاتفه فأخرجه ليجد المتصل ماثيو ،
رمق هاتفه بنظرةٍ حاده ثم أغلقه .
فورَ حدوث ذلك خرجت إيميلي خجلةً بفستانٍ أصفرَ صيفيّ لطيف
" ما رأيك آرثر ؟ هل أبدو .."
قبل أن تكمل سؤالها ذاك إبتسم آرثر
" تبدين .. جميلة جدًا ! "
إحمرّ وجه إيميليُ خجلًا ناظرةً للأسفل .
" هل نغادرُ إذن ؟ "
" لكن كل هذه الملابس .. باهظة جدًا "
اقترب منها هامسًا بشغب
" لدي بطاقة ُماثيو "
اتسعت عينا إيميلي ثم إنفجرت ضاحكةً ..
إبتسم آرثر ثم تنهد براحةٍ كبيرة ، لرؤيته لها تضحك .
لقد مرّ وقتٌ طويل منذ رأيت هذه الإبتسامة آخر مرة ، تبدين مشرقةً كالشمس حين تضحكين ..
" آرثر لمَ أنت شاردُ الذهن فيمَ تفكر ؟ "
" اوه لا شئ ، هيا نذهب ! "
" أجل "
فور وقوفهم ليدفعو ثمن المشتريات ، لمحت إيميلي على الطرف الآخر متجرَ ألعاب به دبٌ أحمر كبير !
ذهبت نحوهُ بخطواتٍ بطيئه تناظرُه بإنبهار شديد .
بينما آرثر منهمكٌ في دفع فاتورة المشتريات ، قد لاحظَ مشد شعرٍ صغير بهِ رأس أرنبٍ ظريف ، أخذه ثم نظر للبائعة
" أريدُ هذا أيضًا "
" هل تلكَ الفتاة ُ حبيبتك ؟ "
" كلا .. إن الأمر معقد "
" هل أنت واقعٌ في حبها "
" كلا .. إنها فقط .. شخص عزيزٌ علي "
" لدي أشخاصٌ أعزّاءٌ على قلبي كذلك ، لكني لا أفعل كل هذا لإبهاجهم ! "
ثم وضعت مشد الشعر له على الطاولة
" إنهُ هدية من المتجر ، فقط فكر في مشاعرك نحوها .. ما رأيته كان حُبًا عميقًا "
أخذ آرثر الأكياس رامقًا البائعة بنظرةٍ تملأها الحيرة ثم وضع المشد في جيب سترتـه وهمّ بالخروج .
فور خروجـهِ وجد إيميلي متشبثةً بذلك الدُب الأحمر .
إقتربَ منها متسائلًا
" هل أعجبك ؟ "
تراجعت إيميلي بعيدًا عن الدبِ خجلًا و أجابت تصنّعًا
" كلا .. فقط هو دافئ .. هيا نذهب ! "
ثم همّت ذاهبةً بعيدًا عن المتجر ،
كانت يدا آرثر ممتلئتان بالأكياس فلم يكن له سوى محاوطةُ خصرها بذراعه ثم إعادتها أمام بابِ متجر الألعاب .
" سنشتريه "
قالها آرثر ناظرًا لصاحبِ المتجر بحزم .
نظرت نحوه إيميلي محاولةً إخفاء سعادتها بذلك
" لكن ماثيو طلب منك شراء ملابس لي فقط .. ليس أشياء أخرى ! "
نظر نحوها آرثر ثم إبتسم
" لقد طلب شراء أي شئ يسعدك "
غبية .. تلك لم تكن لـماثيو طيلة الوقت ، لن أمنحه شرف جعلك سعيدة .. أبدًا .
ناول البائع الدُب لآرثر قائلًا
" أتمنى لكما السعادة الأبدية "
إحمرّ وجه إيميلي خجلًا ثم قالت بتلعثم
" نحن لسنا .. "
قاطعها آرثر حاملًا الأغراض مبتعدًا
" هيا بنا "
تفاجأت إيميلي من تصرفه ذاك ثم لحقت به مسرعة
" آرثر إنتظرني "
إلتفتَ خلفه لينظر نحوها أثناء سيره ،
بينما هي تلحقه راكضةً بين الزحام ..
في تلك اللحظة ، سطع الماضِ من مكانٍ بعيدٍ بين عيني إيميلي ..
تلاحقُ بيديها الصغيرتين ، آرثر الذي يبدو أقصر طولًا في ممرٍ ملئ بطلابِ الثانوية .
لكنه كان مستمرًا في السير ، لا يسمع صوتها الذي يناديه ..
فجأة توقف آرثر ، أما إيميلي فقد كانت سرعةُ ركضها أشدُ من القصور الذاتي لتوقفها المفاجئ فإرتطمت به بشدة ممـا أدى لوقوعهـما معًا .
فتحت إيميلي عينيها ببـطء شديد ،
كانت عينيّ آرثر الزرقاوتينِ كالبحر الذي يراقصُ أشعةَ الشمسِ .
" إن عينيهِ .. كالقبضةِ اللازورديـة "
تلك الجملة إنطلقت من فمِ إيميلي عنوةً ، لترى وجه آرثر قريبًا من وجهها بنظراتِ خوفٍ شديدة
" ماذا حدث ؟ هل أنتِ بخير .. لقد وقعتِ أرضًا فجأة ! "
" أنا .. "
وقبل أن تُكمل جملتها تلك ، جذبها آرثر نحو صدره بقوة سعيدًا
" حمدًا للرب ، أنتِ بخير "
فور إرتطام رأسِ إيميلي بصدرِ آرثر ومضتْ ذكرى أخرى ..
إنها هيَ في حضنه مجددًا ، تحت الأمطار في شوارع باريس الجميلة تبكي بحرقة .
فجأة أبعدها آرثر مسرعًا متداركًا لما يفعل قائلًا
" لنذهب ، سيخيم الظلام قريبًا ! "
أومأت إيميلي إيجاباً ببُطء فهي مازالت تحت تأثير صدمةِ تلك الذكريـات .
ثم أسرعت لتلحق به عالقةً في جوفِ أسئلةٍ لا تنتـهي .
صعدَ كلاهما لسيارةِ الأُجرةِ الفخمة ، ذات الأضواءِ البنفسجيـة .
" إن الطريق مزدحم ، سوف تطول مدة بقائنا هنا قليلًا .. هل.. ؟ "
إتسعت عينآ آرثر فور ما رأى وتطايرت بقيةُ أجزاء جملته ، لقد كانت إيميلي تغطُ في نومٍ عميق !
فجأةً قد مرّ السائق بمطبٍ ممّ جعلَ السيارة تهتزُ لوهلة ، إستقرت إيميلي بـرأسها على كتف آرثر الذي كان يحاول تشتيـتَ ذهنهِ بهاتفه .
----------------------
في هذه الأثناء ، كان ماثيو يُجري إتصـالًا مهمًا !
" حسنًا ، شكرًا على تعاونكُم سأتفقد الموقع "
ثم شغّل شاشةَ هاتفهِ لتظهر خريطـةُ باريس ، بها نقطةٌ حمراءً تومض .
ركـض ماثيو نحو منتصف الطريق ليقفَ أمامَ سيارةِ أجرةٍ و يقفز نحوَ المقعد الذي بجانب السائق لاهثًا ، واضعًا الهاتف أمامَ وجهه
" النقطة الحمراء ، أسرِع ! "
إبتسمَ السائق بعجرفة رافعًا قبعته ،
" إربط حزام الأمان إذن سيد مارتيـنيز ! "
إتسعت عينآ ماثيو
" آنجيلو !! "
" أجل ياصديقي "
ضغط أنجيلـو بقوة على الدوّاسةِ تاركًا خلفه الغبار فقط ، حتى أن ماثيو قد أعادهُ قصورهُ الذاتـيّ للخلف بشدة .
---------------
آنجيلو ، لم أره منذ سنواتٍ سوى في التلفاز !
لقد حصلَ على المرتبـةِ الأولى في جُلّ سباقاتِ السيارات العالمية ، عُرف بالمتهوّر أيضًا !
لطالما رأيتهُ شخصًا رائعًا ، إنه يعيشُ شبابه بكل ما آوتي من قوة !
" ما قصتك ، لا ألقاكَ إلا عند حدوثِ المصائب ، من تلاحق ؟ "
" إيميلي "
" الآنسة إيميلي ؟ لقد رأيتها في المبنى التجاري برفقـة شابٍ أشقر "
لقد صعقتني جملتهُ تلك .. هل هو آرثر ؟
لم لا يجيب على مكالماتي إذَن !
----------------------
( أتمنى أن أُغير من نفسي و أغيرَ ما أستمرُ
بفعله ،
أكره نفسي لأنها دومًا تحتاجُ أن تُحَـبّ من
قبلكِ )

وكأنما جهاز المذياعِ بالسيارة ينتقي أغانٍ تضغط جرحَ آرثر وبقوّة.

( ركضتُ آلافَ الأميال ،
عبرتُ كل الأبواب ،
ذلك ليس كافٍ ،
فكل ما إستمررتُ في البحث عنه ،
هو حبـك لـي )

مدّ آرثر يدهُ ببطء ، مررها على وجنتي إيميلي ..
" لن أدعكِ تهربينَ مني مجددًا ، أنتِ كنتِ لـي منذ البدايـة "
يتبـع ✨

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 29, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عائدةٌ إليكَ - Back To YouWhere stories live. Discover now