1| جُثَتَانْ و أربَع ضَحايَا

96 5 23
                                    

" عاجـل، إصطدام سيارة رجل الأعمال المصري الشهير فؤاد... ليلة أمس على طريق صحراوي على حدود مدينة مانشستر بإنجلترا والتي كان بها هو وزوجته، وجدنا جثته وجثة زوجته و الذين توفاهم الله، مع إختفاء فتاياته الصغيرات، ترقبوا للمزيد... كان معكم الصحفية سينثيا فريدريك و.... "

أمسك جهاز التحكم ليغلق التلفاز يحمل فنجان القهوة خاصته وهو يحتسي منه بهدوء وإبتسامة تزين ثغره بعد أن صدم رجاله سيارة فؤاد بشاحنة ليلة أمس وخطف فتاياته الثلاث منذ شهر تقريبًا والتي أكبرهن ثمان أعوام فقط و الثانية سبعة أعوام واصغرهن خمسة.

أطفأ سيجارته وهو يهمس بإبتسامة خبيثه:

" اللعبة لسه مخلصتش يا فؤاد، وعمرها ما هتخلص بموتك، دي يادوبك لسه بتبدأ"

إقتحم أحد رجاله المكتب دون طرق وهو يلهث بتعب والخوف يتملك من كل جزء في جسده لا يعلم كيف سوف يخبر رئيسه بهذا المأزق، فقال وقد استعوض الله في حياته:

"احنا مش لاقيين البنات"

إنتفض الآخر بصدمة وهو يشعر بالادرينالين ينتشر في كل جزء من أجزاء جسده فتملك منه بالكامل وقد برزت عروقه وشعر بسخونة في جسده أشبه بالماء الساخن يجري في عروقه بسرعة الضوء، تصبب وجهه بالعرق وأخذ يستوعب الأمر لثوانٍ ثم صرخ بالرجل بهياج:

" ازاي مش لاقينهم؟ أطفال معدوش العشر سنين هيهربوا منكو ازاي ،إقلبولي مانشستر شبر شبر لحد ما تلاقوهم، حط رجاله على كل مطار في مانشستر ، الطيارة راجعة مصر بكرة بليل، لو مبقوش عندي قبل بكره بليل هوريك جهنم على الأرض.. ســــامع"

أومئ الرجل برعب ليركض للخارج بينما الآخر كان يصرخ بجنون وعينه تلتمع بشر:

" هوريكِ ازاي تلعبي معايا يا نورا، هندمك على اللي عملتيه"

______________________________

كانت تقوم بوضع بعض الملابس في حقيبة ظهر صغيره بسرعه وتعجل، تركض في جميع أنحاء الڨيله بحثًا عن أوراق فؤاد حتى تضعها في الحقيبة.. وهي تشعر بأنها على حافة البكاء والإنهيار .

وجدت أوراق فؤاد الذي وصاها عليها مع فتاياته بالطبع.

بينما فتاتان جالستان وتبكيان بخوف على الأريكة بعد ما مروا به في خلال الأربعة وعشرون ساعة الماضية، والكبيرة تحمل الطفله البالغه من العمر خمسة أعوام فقط ولا تفقه شيء فقط تنظر لهن وتبكي على بكائهن، هي لا تريد الآن سوا والدتها ولا تعلم أين هي.

أنهت 'نورا' ما تفعل لتذهب للصغيرات وهي ترمقهن بنظرة شفقة، لقد خسرن والديهن وخطفن.... تقدمت نحوهن بخطى بطيئه و جلست على الأرض أمامهن ثم أردفت بحنية بعد تنهيدة طويلة تربت على يديهن:

مُقَنَعُون (إن سقط قناعك سقطت قوتك) من سلسلة T.D Where stories live. Discover now