♚♚♚♚♚♚

3.1K 38 10
                                    

من كثرة الحزن على هذا الموضوع جدي اكتشف بالنهاية ولاحض عليا هذا الشيء و قال لي:"ما زلت على حالك يجب عليك أن تكون قد تعودت على هذا"
في الحقيقة أنا لا أستطيع أن أتخيل منى مع شخص آخر غيري ولا أعرف ماذا يرغب والدها. "و ماذا بعد تريد أن تضل هكذا واضعا يدك على خدك و حسب" ماذا أفعل إذا ليس لدي خيارا سوى هذا.فضحك جده قائلا:"إذا بقيت على هذا الحال فأفضل أن تدفن نفسك في سرداب على الفور، فهو أفضل لك من هذا"افتتحت عيني في هذه اللحضة كأنني تذكرت شيء من قبل، سرداب!!. جدي لما كنت صغير و لما أنا كنت أبكي تحكيلي عن قصة هذا السرداب اللي كان موجود تحت بلدنا و أذكر أيضا هناك حكيت لي أنك نزلت من أكثر من خمسين سنة شو قصته!!. "بطبع أذكر هذا الكلام جيدا كانت تلك أياما قديمه للغاية كنا وقتها أربعة أشخاص نحب الحركة كثيرا فسمعنا وقتها كلاما يتحدث عن كنز في سرداب تحت بلدنا و أنه كان منذ القدم مخزنا كبيرا للأغنياء عند حدوث أي غزو للبلده. "الآن كل أهل البلده تعرف بقصة هذا السرداب لاكن لا أحد جرب أن ينزله لأنه هذا السرداب مسكون ومن يدخله لن يعود أبدا. و لكن هذا الكلام لم يؤثر على جده و أصدقائه فقد تجاهلوا كل ما سمعوا و قرروا...النزول إلى السرداب. " كان سرداب يا خالد موجودا في بيت مهجور في البلده و في ليلة معينة ذهبنا إلى البيت سرا وبدأنا بنزول واحدا تلو الآخر و بعد أن نزلنا من سلم طويل كان كل واحد منا يحمل مصباحا نزلنا ووجدنا أنفسنا في نفق عميق خطونا بعض الخطوات حتى أصبحنا غير قادرين على أخذ أنفاسنا لقد كنا على وشك الموت فعلا. " وفجأة انطفأت المصابيح جميعها ارتعبوا و صرخوا " إن هذا السرداب مسكون "و على الفور... عادوا و صعدوا السلم.
المهم من بعدما عدت لغرفتي و حاولت أني أنام ولكن لم أستطيع لم أستطيع و بقيت أفكر فيما قال لي جدي من بعد تطلعت على الورقة التي كان مكتوب فيها سبب رفض والد منى، وأنه يريد شخص فريد شخص يرضي جنونه،لماذا ما تنزل هذا السرداب فيه كنز، كنز ايش هذا الكلام الفاضي الدي تقوله يا خالد، أنا لو كنت جبان فأنا أبدا ما استحق منى، لهيك لو بتحبها اثبت لها و اثبت لنفسك أنك فعلا ببتحبها،أنا لو لقيت الكنز راح أكون أشهر واحد في بالمنطقة لا في البلده و ليش ما هو بالعالم كله.و من بعدها قمت من مكاني و طلعت صورة لمنى و حكيت، أنا راح أنزل هذا السرداب راح أنزل مهما صار فاذا كان أبوها مجنون فأنا أوقات و أكون الجنون بحد ذاته.
عندما تحدث خالد بهذه الكلمات، ضن أنه الوحيد الذي سمعها لكنه لم يكن يعلم أن جده كان يستمع له من خلف الباب و على الرغم مما سمعه!لم تضهر على جده أي دهشة و كأنه كان يعلم أن نزوله إلى السرداب أمر محتوم لا رجعة منه.
نمت بهدوء هذه المرة و استيقظت في الصباح كالعادة نفطر أنا و جدي و حكيت له بدون أي مقدمات، لو سافرت لمدة طويلة تستطيع العيش بدوني ، أنا عارف أن كلامي صدمة إلك، حسنا قررت أن أترك هذه البلد لفترة، أريد أن أجد حياتي ، أشتغل في مكان أفضل من اللي عليه حاليا و أقسم لك أني راح أرجع في أسرع وقت ممكن.
فنضر إليه جده نضرة خاطفة و كأنه كان يعلم...أن خالد...يكذب عليه. "لماذا تكذب يا خالد؟ لماذا لا تخبرني أنك تريد نزول السرداب؟! "
بصراحة كانت هذه الكلمات صاعقة بالنسبة لي يعني ما توقعت أنه بيعرف بهذه السرعة، وأنا ما كنت بدي احكيله لكن حاولت أصعب و أغير الموضوع و حكيت له:"سرداب!!أنت كيف عرفت قصدي أي سرداب ايش الكلام الفاضي هذا. "
"لا تكذب يا خالد اسمعني جيدا أنت لا تريد النزول إلى السرداب لتثبت لمنى و أبيها أنك شخص فريد مختلف عن غيرك أنت تريد النزول لسبب آخر تماما و هو نفس السبب الذي يجري في عروقنا عروقي و عروقك و عروق أبيك، السبب هو حبنا للمجهول حبنا لإستكشاف أشياء جديدة لو سألتك سؤالا يا خالد ماذا لو تزوجت منى من شخص آخر هل ستنزل إلى السرداب أم لا؟! أعلم أنك ستغامر و تنزل ما يحدث معك الأن هو نفسه ما حدث مع أبيك عندما أخبرته عن السرداب من قبل. "
ولكن الفرق الوحيد هو أنه يعلم أن خالد ينوي نزوله، لكن والده! ذهب فجأة دون أن يعلم.

✨أرض زيكولا✨Where stories live. Discover now