SIN|17

856 48 3
                                    

الفَصل السَابع عَشر| حُزن خَافقي.
.
.
.

لقد حدث ما أخشاه! لا أريد الإبتعاد عن أبي.

لفظ أبي كلماته ببطيء أهلكني وحدق بي يتفحص ردة فعلي ومن صدمتي ركضت! ركضت خارج المفحص وخارج كل المكان، ركضت على الطريق ودموعي تنهمر وتنهمر دون توقف.

أشتد علي الألم في صدري فتوقفت ووقعت أرضا أضغط صدري جهة خافقي وصرخت بحرقة فؤادي أطالب الرب بحقي.

- لماذا يا الهي؟ لماذا أنا؟ لماذا فعلت بي ذلك!

كان صوتي عاليا وجذب إنتباه المارة لكني لم أهتم وإزداد بكائي وانتحابي وضربت الأرض بيدي بحزن شديد.

- ألست كريما مع خلقك؟ إذا لماذا جعلت في خلقك كومة من الحزن؟ يالهي أقسم أني ما أريد شيئا سواه، كل ما أريده هو! لا يمكنني تخيل أني قد أقضي يوم دون رؤيته.

وأخفضت رأسي أشد على أتربة الأرض بضعف وبكيت بحرقة مغمضة عيناي.

- أرحم ضعفي.

لم أملك ديانة يوما، لكني أؤمن بوجود الرب؛ لذلك انتحبت أناجيه.

وسرعان ما نهضت وركضت أوقف أي سيارة، سأذهب إلى مينجي، لعلها تخبرني ما الذي افعله!

أوقفت رجلا عجوزا وصعدت السيارة ولفظت من بين شهقاتي عنوان منزل السيد كيم، منزل مينجي.

- هل أنتِ بخير صغيرتي؟ هوني على قلبك.

قال العجوز كلماته بشفقة ولم أجيب بل ضللت طوال الطريق أبكي وأبكي حتى وصلنا، ترجلت من السيارة وركضت نحو بوابة منزلهم ولم ادفع للرجل المسكين.

هو يعمل ولا ذنب له في حالتي لكني لم ألتفت ورائي ولابد أنه لم يطالب بحقه لأنه أشفق علي.

تخطيت الحارسان الذان أستغربا لوضعي ودخلت المنزل مقتحمة إياه وكأنه ملك والدي، لمحت السيدة كيم تجمع الصحون والسيد كيم لم المح وجوده.

شهقت السيدة كيم بفزع وتركت الصحون من بين يديها وإتجهت نحوي تسحبني نحو صدرها.

- ألهي صغيرتي أونمي ما الذي أحزنك؟

وشديت على عناقها أبكي، كانت أمرأة لطيفة دائما، لطالما عوضتني عن أمي.

وصوت أصطدام الصحون بالطاولة جعل من السيد كيم يأتي مستغربا.

- هل أوقعتِ الصحون أم ما...

SIN.Where stories live. Discover now