SIN|19

812 44 3
                                    

الفَصل التَاسع عَشر| إنفصَال.
.
.
.

حدقت بها بغير إستيعاب ثم نهضت أجلس على الفراش وفركت عيناي بحاجب معقوف.

- ها؟

لم أكن في وعيي؟ كان ما يزال النعاس ينال مني، ربتت أمي على خصلاتي تفيقني ثم أبتسمت بودية.

- الساعة الآن الواحدة ونصف لديك وقت للتجهز وسنغادر، الطائرة قد تقلع باكرا هذه المرة.

حينها أستعبت ما يحدث أنتفضت من موضعي أحدق بها بخوف! كأنني مقبلة على حدث مرعب.

- هل تتحدثين بجدية؟

سألتها بإرتجاف صوتي وسرعان ما تلفتت أمسك بهاتفي الذي منحني إياه أبي مؤخرا وتفحصت الساعة وكانت بالفعل تشير للواحدة ونصف، تكاد تصل للساعة الثانية.

تركت الهاتف وحدقت بأمي برجاء وسرعان ما أنهارت أدمعي ونزلت على ركبتاي أمامها أتوسلها.

وصل بي الأمر لدرجة أنني أنخفضت أقبل قدميها وأتوسلها باكية بألا تصتحبني معها.

- أرجوكِ يا أمي، فلتتركيني هنا أنا لن أستطيع الإبتعاد عن أبي، والرب لا أستطيع.

وفركت كفاي أمام وجهي، كضعيف يطلب الرحمة من شخص ظالم قلبه من حجر!

تراجعت خطوتين وحدقت بي بهدوء، كان الرفض ما يزين وجهها، هي لن تتركني.

أمسكتني من ذراعي ورفعتني أمام وجهها، ربتت على وجهي الباكي وملامحها باردة، اتساءل من أين ورثت هذه القسوة!

- بل سنغادر ولن أتركك، فلتتفهمي الأمر لمصلحتك.

أي مصلحة! الأمر سيقتلني.
كنت أصرخ بذلك داخلي.

أتدرك معنى أن تكون ضعيفا ومجبر على شيء سيجعل من روحك أشلاء غير مضمدة؟

أجبرتني أمي على تغيير ملابسي وجمع خصلاتي، كانت هي من فعلت! هي من غيرت لي ملابسي ومن جعلني جاهزة للسفر! كنت طوال الوقت أنتحب، جسدي كان هامدا وأستنزف البكاء طاقتي.

حينما انتهينا أتجهت أمي نحو حزانتي وبدأت في جمع أغراضي، ركضت نحوها وتمسكت بيديها.

- أرجوكِ يا أمي أسمعيني، لا أريد الرحيل.

التقطت شهقة عالية ثم حدقت بوجهها الخالي من المشاعر بأدمعي.

- سأزورك وسأحادثك ولن أتوقف عن التواصل معك أعتبريه وعدا مني لكن لا تجعليني أغادر المكان.

SIN.Where stories live. Discover now