🌅ثم أشرقت شمسه... 🌅الجزء الأول 🌅

461 20 13
                                    

بسم الله

الجزء الأول

***

صوت إطلاق نار...

دماء...

صرخة رعب...

***

بين هذا وذاك...

كانت حياة رجل المستحيل...

حلقات متصلة من التراجيديا الإغريقية...

ففي دهاليز لامتناهية من المآسي والأحزان...

تخبط بطلنا...

وكأن قدر الذين يأخذون بأيدينا نحو النور...

أن يقبعوا أبد الدهر في الظلام...

فلطالما اعتاد إنقاذ الموقف...

متجاهلاً...

أنه نفسه يحتاج إلى الإنقاذ...

******************

ضحكات أطفال رنانة...

ركض وتسابق...

ذرات غبار تتطاير...

تعثر...

ثم...

سقوط...

"قم يا ولدي!... قم معي!" همس صوت أنثوي حاني، وصاحبته تجذب ذراع الصغير برفق لينهض.

أجهش الصغير بالبكاء...

"هل أصبت يا حبيبي؟" عاد الصوت الأنثوي يهمس بنفس الدفئ الذي يأسر القلوب بصدقه، وصاحبته تمسد شعر الصغير بحنان.

أشار الصغير إلى الخدش الدامي في ركبته وهو يصرخ...

"ألم أقل لك أن تنتبه؟" هتف صوت ذكوري رخيم بنبرة تجمع بين الحنو والصرامة.

"إنه دائماً هكذا... يسبقني فلا ينتبه ويتعثر!" غمغم صوت طفولي بنبرة غيظ مكتومة.

إرتفع صراخ الصغير...

"لا عليك يا بني... لا عليك!" هدهده صوت المرأة الحاني فهدأ روعه.

***

أخذ الصغير يلعب بالمكعبات الملونة...

شكل منها مسدساً كالذي رآه في الجراب الخلفي لحزام والده...

"ما رأيك في أن أشاركك اللعب؟" همس صاحب الصوت الرخيم.

أومأ الصغير بمرح...

كانت تلك أول مرة يعيره والده فيها الانتباه...

فهو دائماً يعمل...

دائماً... يعمل...

***

"إذا قمت بفك هذا المسدس وتجميعه مرة أخرى... فسيكون لك مكافأة كبيرة!" همس الرجل مشجعاً.

وافق صغيرنا الذي بلغ من الأعوام تسعاً...

قام بفك أجزاءه وأعاد تركيبه في ثوان...

مشاهد من رجل المستحيل Where stories live. Discover now