❤️المصارحة❤️

2.1K 45 52
                                    

"هل ستذهب... وحدك!" غمغمت منى وهي تزدرد لعابها بتوتر، فيما تحدق في أدهم الذي كان يواجهها بظهره وقد شرع في إرتداء معطفه الجلدي معداً نفسه للمغادرة.

توقف أدهم عما كان يفعله والتفت إليها رامقاً إياها بنظرة ملؤها الشجن وهو يتنهد، ثم عاد يفارق نظره نظرها.

"أنا لا أقبل أن تتركني في القنصلية يا أدهم!... هذه مهمتنا بدأناها معاً وسننهيها معاً بإذن الله" هتفت منى بحسم وهي تشير بسبابتها إلى الأرض في تحدٍي واضح لرئيسها.

"وأنا رئيسك... وأرفع منك رتبة... وعليك تنفيذ الأوامر في صمت وبدون نقاش!" همس أدهم ببرود دون حتى أن يلتفت إليها وقد شرع في حشو مسدسه بالرصاصات، مما زاد من حنقها.

"ولكن سيادة المدير هو من يرأسني ويرأسك، وهو الأرفع منك رتبة وقد أرسلني معك!!!" قالت منى وقد رفعت إحدى حاجبيها وعقدت ساعديها أمام صدرها، وقد أطل العند من سوداويها الواسعتين.

توقف أدهم بغتة عن حشو مسدسه وتطلع الى منى ليستجلى ما وراء رفضها المتحدي لأوامره على غير طبيعتها المطيعة، فشعرت منى بقلبها يسابق عقرب الثواني حتي كاد يقفز من صدرها لسرعة وقوة انقباضاته فيما تلتقي أعين أدهم بعينيها وكأنه يسأل ماذا بك؟... ماذا حل بمنى الرقيقة المستكينة؟ ماذا حل بتلميذته التي كانت تطيع أنفاسه حتى دون أن يتكلم ولا ترفض له طلباً مهما بدا ساذجاً او مستصغراً في نظرها؟

إنه لا يعلم ماذا حل بها!...

إنه لا يعلم من حل بها!...

لقد حل بها هو.... حل في قلبها... فحل كل أواصر المنطق بين عقلها وقلبها... صار قلبها هو المتحكم بها فقط... صارت بلا عقل عندما يتعلق الأمر به!...

"يبدو أنك نسيتي أدنى قواعد العسكرية!... أين ذهب التدرج في الرتب وألاوامر يا...سيادة المقدم؟" قال أدهم وهو يحدجها بنظرة ضيقة ساخرة مع ابتسامة متهكمة تلوح في زاوية فمه.

فار قلب منى وتنبه عقلها لأول مره منذ بداية الحديث بأنها تتحدث إلي رئيسها هنا وليس حبيبها.

"ولكن يا أدهم... اقصد يا سيادة العقيد... عندما تم تكليفنا بالمهمه تم تكليفنا معا و...." غمغمت منى راجية أن يحن لتضرعها قلب أدهم.

"وأنا آمرك بأن تبقي في قنصليتنا حتى أعود معك حيا أو حتى... في تابوت إلي مصر!" قاطعها أدهم وهو يدس مسدسه في جراب حول خصره.

إتسعت عيني منى وارتج قلبها لكلماته ولولا معرفتها بأدني القواعد الطبية لظنت أن قلبها قد توقف عن الخفقان عند ذكره لاحتمال موته...

الاحتمال القائم دوماً في كل مهماته وإن تجاهلته ودفعته دائماً الى قاع وعيها...

أن يعود معها جثة هامدة...

مشاهد من رجل المستحيل Where stories live. Discover now