🌅ثم أشرقت شمسه... 🌅الجزء الثاني🌅

358 18 10
                                    

بسم الله

الجزء الثاني والأخير

"لماذا هي؟!..."

هتفت جيهان في وجه أدهم بينما كان يستعد للخروج من المنزل الآمن الذي كانا يتخذانه في برلين.

"ألأنها فقط هي صاحبة الصوت؟" عادت جيهان تهتف بحنق لم تحاول حتى أن تخفيه.

"لا وقت لدينا لهذا السجال السخيف... فنحن زميلان محترفان في مهمة سرية!" غمغم أدهم بينما ينشغل بحشو مسدسه الشخصي بالذخيرة دون حتى أن يلتفت إليها مما زاد من غضبها المتأجج.

"لا وقت لديك... هااا؟" هتفت جيهان بغضب، ثم أردفت تلومه بلهجة أقرب للصراخ "لكن لديك كل الوقت من أجلها... كل الوقت... أخبرني يا سيادة العقيد؟... ما المميز في تلك السمراء الضئيلة... ها؟... ماذا ترى فيها ونحن لا نراه؟"

حدجها أدهم بنظرة غاضبة، جعلت أوصالها ترتعد لتتراجع إلى الوراء وقد خيل إليها أن حدقتيه الصارمتين ستخترقان جسدها كالرصاص.

"أتريدين أن تعرفِ لماذا هي؟" غمغم أدهم بنبرة غاضبة، وهو يضع مسدسه جانباً.

"بلى... بالتأكيد!" غمغمت جيهان وهي تعقد ذراعيها في تحدي.

"حسناً!" همس أدهم وهو يغمض عينيه ليغرق في ذكريات أول عملية...

أول خفقة...

كان يكفيه فقط أن يتذكر نجلاويها الحانيتين...

حتى يعود بالزمن إلى الوراء...

قاطعاً المسافات إلى عاصمة النور...

التي لا زال نسيمها يداعب أنفه...

وأضواء برجها تترقرق في عينيه...

إلى باريس...

حيث بدأ كل شئ...

***********************************************

لحظة التفاتة والده إليه وابتسامه فخراً...

قبيل اغتياله...

لحظة إلتقاء عينيه بعيني فدوى وخفقان قلبه حباً...

قبيل مقتلها...

هاتان اللحظتان تؤرقانه في صحوه ومنامه... في ليله ونهاره... في حله وترحاله...

اللحظتان الوحيدتان اللتان لم يأخذ فيهما حذره...

اللحظتان الوحيدتان اللتان أرخى فيهما حصون قلبه...

اللحظتان الوحيدتان اللتان كان فيهما... بشراً...

لقد كان بإمكانه إنقاذهما!...

أو هكذا يروق له ان يعذب نفسه!

فقط لو أنه قد أرهف السمع...

فقط لو أنه قد تفقد محيطه...

فقط لو أن قلبه لم يخفق...

فقط لو أنه ليس... بشراً...

مشاهد من رجل المستحيل Where stories live. Discover now