«شَوْق وَنَدَم»

99 12 7
                                    

𖤐𖤐𖤐

NABI

مرَت ثلاثة أيَام مُنذ ذَلِكَ اليوَم الّذِي قضيته
غارِقة في بَثي وحُزنِي بَعد ذِهابي لِلمنزلِ

وَمِن وَقتِها لَم يَرسِلَ ولَو رِسالة حَتّى، لَم يعتَذِر، لَم يَقُل أيّ كَلِمَة كالعادةِ

تنهدتُ أقلِبُ الصَفحة التالية مِن كِتاب فيودور دوستويفسكي الّذِي أعملُ عَلى تَرجمته طوال
هذهِ الثلاثة أيام، فلا زالت النّاس تَهتَم بِاقتباساتِ هذا الرَّجُل

-ما أسعد أولَئِكَ الَّذِينَ لا يملكون شيئًا يستحقّ أن يوصِدوا عليه الأبواب بالأقفالِ-

كانَت تِلكَ الجُملة التالية الّتي قابِلتُها، أنبثقَت تشه ساخِرة مِن فاهي عِندما قراءتها

"لا أمتَلِكُ ولستُ سَعيدة سيد فيودور دوستويفسكي!"
تحدّثتُ بِسخطٍ وأنا أنقرُ الكِتاب بِسبابتِي بِغيظٍ خُصوصا مكان تِلكَ الجُملة

بَعد مرور نِصف سّاعة أُخري شَعرتُ بِصُداعٍ شَديد وغلقتُ الكِتاب ونزعتُ نظاراتي الطبية أضعها جانِبًا أمسكُ ما بين عيناي بِسبابتِي وابهامي مُتنَهِدَة

فأنا أجلِسُ هكذا على مَكتبي أعمَلُ مُنذ الصباح ولَم أتناول فطوري؛ رُبمّا هذا سبب هذا الصُداع الشَديد..

نهضتُ أسحَبُ نَفسي خارِج غُرفتي مُتوَجِهة نَحو المطبَخ؛ فتحتُ الثلاجة أتفحصُها بِعيناي
ولَكِن لا شَيء مُفيد..

لَم أخرُج لِلتسوق في الآونةِ الأخيرة، حَتّى أن مينسوك مُنشَغِلَ في العَملِ هذهِ الأيام لِهذا أصبحتُ أحادثهِ عَلى الهاتِف فقَط؛ لا وَقت لِرؤيتهِ..

أخذتُ تُفاحة أقضمُ مِنها تزامنًا مَع إغلاقي لِلثلاجةِ، تُفاحة أفضَل مِن لا شَيء

شعرتُ بِهاتفي يَهتز داخِل جَيب بِلوزتِي الصوفية فدفنتُ يَدي في الجَيب أخرجه سَريعًا بِلهفة، أهو مينسوك؟، كنتُ أفكِرُ فيهِ لِلتوِ

فتحتُ الهاتِف أري مَن المُرسَل ولَكِن سُرعان ما بَهِتَت ملامحي فَور رؤيتي لِرقمِ المُرسَلِ

بيكهيون..

أقتربتُ مِن الأريكةِ أجلسُ عَليها مُتربِعَة القَدمين أقضمُ مِن التُفاحة مَرّة أُخري

رميتُ الهاتِف بِجانبِي عَلى الأريكة بِذُعرٍ عِندما وجدتَه يتَصِل؛ رمشتُ عِدة مرات أضعُ التُفاحة على الطاولةِ الزجاجية الّتي أمام الأريكة وأمسكتُ الهاتِف بِحذرٍ وكأنه سيَخرج مِنهِ

Bliss In HellWhere stories live. Discover now