'تفاحـة الشـيطان'²

1.2K 46 7
                                    


لم تشعر متى أو كيف نامتْ، وفي سيارته.. يبدو أن السبب هو تفكيرها المفرط ومحاولاتها في تجاهل زوجها أو بالأحرى زوج شقيقتها.

لكنها شعرتْ بالراحة نوعا ما..

فتحتْ عينيها بخمول بينما تنظر من حولها، اعتدلتْ في جلستها بعدما انتبهت لجيون يجري مكالمة هاتفية بعيدا عن السيارة ببضع أمتار قليلة.

تثاءبتْ بتعب بينما تُبعد معطف جيون الذي وضعه على جسدها أثناء نومها عنها، مترجلة من السيارة هي الأخرى.

-كيف استطعتُ النوم كل هذا الوقت وهذا الرجل بجانبي.؟

همستْ بخفوت بعدما نظرت لساعة هاتفها، لتجدها تشير إلى السادسة مساء..

هو حتى لم يوقظها أو يكلف نفسه عناء حملها إلى الداخل، بل تركها نائمة غير مكترث لوجودها حتى.

-لن أكون في الشركة هذه الفترة، أرسلي الوثائق التي تحتاج توقيعي وألغي جميع الاجتماعات..

استدارت بسرعة كبيرة على ما التقطتْ أذنيها، لا يعقل أن يكون قد أجّل أعماله من أجلها..

لا يُعقل أليس كذلك.؟

-هو حتى لم يحضر لزفافه من أجل العمل، فلِما يؤجل اجتماعاته الآن.؟؟

رأته يتقدم إليها بهدوء، ولم تشعر بنفسها عندما تراجعتْ للخلف والتوتر كان قد طغى على ملامحها.

-لماذا لم توقظني.؟

بصوت هادئ سألته بعدما وصل إليها، ليجيبها بصوته الأجش ويديه تُعدل خصلات شعرها المتناثرة على وجهها.

-لم أرغب في إزعاجك.

-كان بإمكانكَ حملي إلى الداخل إذاً.

ابتسم بجانبية على جوابها، لتبتلع ريقها بتوتر عندما طالتْ نظراته المظلمة لملامحها..

حتى ظنّتْ أنه لن يعلق على ما قالتْ.

-ظننتُ أنكِ سترغبين في دخول قصري وأنتي في كامل وعيك..

صمتَ أثناء حديثه لثوانٍ قصيرة، قبل أن يباغتها باقترابه منها محاوط خصرها النحيل بكلتا يديه.

-لا بأس، سأحملك بين يداي ما دمتِ تريدين ذلك.

شعرت بالانزعاج مما قاله، طريقة صياغته للكلام ونظراته الواثقة جعلتها تشك في نفسها للحظة..

-لا، لا أريد.

قالت بين محاولاتها بالفرار من بين قبضته، لكنه كان أقوى منها بكثير لتتمكن من إبعاده عنها.

-توقفي عن الحراك، وانظري إليّ غريتا..

رفعتْ رأسها بعدما لفظ اسم شقيقتها، لتقضم شفتيها السفلية عندما طبع قبلة رقيقة على جبينها..

هامساً بصوت عميق.

-كوني على سجيتك معي، لا تتوتري وأخبريني بما تريدينه وما لا تريدينه لأنني لن أجبرك على أي شيء..أنتي زوجتي الآن، ولن أجعل للخجل أو التوتر مكاناً بيننا جميلتي.

"تفاحـة الشـيطان"Where stories live. Discover now