'تفاحـة الشـيطان'¹¹

891 55 11
                                    


ترجلت من السيارة بعد أن دفعت للسائق أجرته، لتركض بسرعة فهي قد تأخرت على الموعد بنصف ساعة بسبب زوجها.. فقد انتظرته إلى أن خرج متفادية أي أسئلة قد يطرحها، فهي ليست مستعدة بعد للجلوس معه وجها لوجه والدردشة مع بعض كأي زوجين.

وضعت يدها تستند على الشجرة بتعب، لتقع عينيها صدفة على ذلك الجالس على إحدى المقاعد، في انتظارها...

أخذت نفس طويل قبل أن تسير نحوه، ليرفع رأسه يناظرها فهو قد انتبه لها بمجرد أن نزلت من السيارة، لكنه فقط ادعى البرود..

-أعتذر على تأخري..

بهدوء همست بينما تقترب نحوه لتجلس، لكنه أشار لها بالتوقف ويمد لها حقيبة سوداء كبيرة نوعا ما..

-أغراضك كلها هنا، لا أريد أي شيء يخصك في منزلي بعد الآن ..

قال بدون مقدمات..

بلعت ما في جوفها لتهمس بصوت يكاد يسمع، فهي بصعوبة تمنع دموعها من النزول.

-لنتحدث أرجوك، دعني أشرح لك الأمر فـ..

-لا أريد سماع صوتك، اصمتي فقط اصمتي..

بحدة خاطبها ويضع الحقيبة في يدها تزامنا مع وقوفه، لترفع رأسها تحدق به بعينين دامعة هامسة بترجي..

-اسمعني أولا أرجوك، أنا لم أكن راغبـ..

-لا يهمني ما تريدين قوله، لاشيء سيعود مهما حاولتي غريتا، أنتي هدمتي ما بنيناه معاً من أجل رجل آخر ..

قاطعها بهمس حاد بينما يحدق بعينيها بحقد، لتزداد وتيرة بكائها فهي لن تتحمل أن يكرهها.

-عودي من حيث أتيتي ولا تريني وجهك أمامي مرة أخرى..

أنهى كلامه ليتخطاها، لكنها سرعان ما تشبثت بمعصمه بارتجاف شعر به ..

-تاي أرجوك، أعطني فرصة لأدافع عن نفسي.

أغمض عينيه يستمع إلى شهقاتها، للحظة أراد ضمها إليه لكن الغضب الذي يشعر به نحوها أكثر بكثير من أن يلين قلبه عليها، هي دمرته وحتما لن يسامحها .. فكرة أنّها ملك لرجل غيره تصيبه بالجنون، لكن ليس بيده حيلة سوى أن يتجاهل الأمر.

حتى وإن كان يحبها فهي قد اختارت طريقها ولن يقف أمامها..

أبعد يدها عنه بعنف ليخطو خطواته بعيدا عنها، لتظل واقفة في مكانها تحدق بظهره ودموعها تأبى التوقف.. هي الآن في نظره مجرد خائنة، وهذا مايكسر قلبها أكثر وأكثر.

صوت رنين هاتفها جعلها تمسح دموعها بسرعة، لتجيب بعد أن رأت أن المتصل غرايس.

-هل تعلمين كم الساعة الآن.؟

قابلها سؤال غرايس، لتنظر إلى ساعة يدها ثم قالت بصوت مبحوح إثر بكائها..

-لقد قاربت على العاشرة..

"تفاحـة الشـيطان"Where stories live. Discover now