'تفاحـة الشـيطان'⁸

887 50 9
                                    


جالس يرتشف من قهوته بهدوء تام، بينما يستمع إلى والدته باهتمام.. يتبادلان أطراف الحديث في انتظار غريتا لتأتي.

-أنتم لم تذهبوا إلى شهر العسل حتى، أو بالأصح لم تحضر إلى زفافك بسبب عملك القذر أنتَ ووالدك، لن أستغرب إذا هربتْ زوجتك منك.

لم يهتم إلى حديثها بل ارتشف من كأسه ببرود وعينيه تحدق في البحر أمامه..

-هل تعرف زوجتك بطبيعة عملك حتى.!!

زم شفتيه يحدق بوالدته بلا أي تعبير يُذكر.

-لا تعرف، ولن تفعل.

ببرود نطق لترمقه باستنكار، وقبل أن تتحدث قاطعها بصوته الأجش ..

-هي زوجتي الآن، امرأتي ولن يفرقنا شيء..
حتى وإن علِمت بالأمر ليس بمقدورها سوى أن تتقبل الأمر.

-هذه الفتاة ليست مثلي، حبّي لوالدك من جعلني أتقبّله وغريتا لن تتقبل الأمر ببساطة.

ابتسم بجانبية ليردف بنفس نبرته السابقة.

-ومن أخبرك أنها لن تتقبل أيضا هـمم.؟ من يعلم قد تقع بحبي وتفعل ما فعلتي.

-وأنا نادمة على مافعلت..

هو يعلم أنها لا تقصد ما قالت، فهي تحب زوجها بل تعشقه لكنها لا تُظهر ذلك..

تنهدت بعمق بينما تحدق أمامها بشرود، تفكر لو أنها رفضت الانصياع لقلبها وتزوجت برجل بسيط بعيداً عن هذا العالم المظلم لما كان ابنها هو الآخر ينتمي لهذا العالم..

-أعتذر لجعلكم تنتظروني كل هذا الوقت..

قاطع أفكارها صوت غريتا التي جلست بجانب جونغكوك، لتنفي لها بابتسامة تخفي خلفها ضيقها..

-لا بأس عزيزتي، لم تتأخري..

-بلى، لقد انتظرنا كثيراً لماذا تنفي الأمر.؟

قال يخاطب والدته وعينيه على غريتا التي رمقته بغير تصديق..

قهقهت ميونغ هي بتوتر بينما تضرب ساق ابنها من أسفل الطاولة ..

-لا تأخذي كلامه بجدية، هو يمزح فقط.

أومئت لها بهدوء متجاهلة نظرات جيون التي تكاد تخترقها، لكنه أمسك بذقنها يدير وجهها إليه يحدق بها في صمت أخافها..

-ماذا .. لماذا تحدق بي هكذا.؟؟

بتلعثم همست ليزيد من اقترابه منها متجاهلا وجود والدته معهم، لتقضم شفتيها بقوة عندما قبّل وجنتها ثم ابتعد عنها.

رمشت بسرعة كبيرة تحاول استيعاب ما فعل، ظنّت أنه قد كشف أمرها لكنه واللعنة قبّلها.

ابتسمت ميونغ هي بينما تضع الطعام في صحن غريتا، قائلة بنبرتها الهادئة.

-تذوقي من تارت الفراولة ستُعجبك..

أومئت بابتسامة خافتة تزامنا مع صوت رنين هاتف جيون، ليقطب حاجبيه بعدما قرأ اسم المتصل.

"تفاحـة الشـيطان"Where stories live. Discover now