-للآن لا أفهم لماذا أتينا إلى هنا.؟ ألن تدعي ابنك ينعم بزوجته قليلا وتتركيني أذهب إلى عملي.؟
تجاهلته ميونغ هي ببرود بينما تتجه إلى الباب، ليتنهد بقلة حيلة من أفعال زوجته..، فقد أصرّت على القدوم إلى هنا بعدما علِمت بعودة ابنها، ليس وكأن له خيار ليرفض حتما ستهدم السقف على رأسه إن عارضها.
-ابنك يحتاج إلى التربية من جديد، هو حتى لم يحضر إلى حفل زفافه بل ترك عروسته وحيدة بين الجميع..
طرقت الباب أثناء حديثها تحت نظرات زوجها الساخطة، فقد ترك جميع أعماله وأتى خلفها..
-لكنني سأُعلّم ذلك الوغد كيف تُعامل النساء..
قالت كلامها بصوت خافت تزامنا مع فتح الباب، تُقابلها الخادمة التي ابتعدت فوراً عن الطريق بعدما رأت السيدة جيون.
كانت غرايس تدعي في نفسها أن لا تكون غريتا، بينما تضغط بأصابعها على ذراع جيون بدون وعي.. هي حتى لم تنتبه لنظراته التي تأكلها، عينيها معلقة على الباب فقط.
-ابنتي..
قطبت حاجبيها عندما دخلت امرأة في عقدها الخامس على ما يبدو، لكنها لازالت تتمتع بصحة جيدة وجسد ممشوق.. هذا ماكانت تفكر به غرايس قبل أن تسحبها في عناق دون سابق إنذار.
لقد سبق وأن رأت صور حفل زفاف غريتا، لذا قد تعرفت على السيدة جيون على الفور..
بادلتها العناق في صمت بينما ميونغ هي تحدق بابنها بحدة، ليبتسم بجانبية فهو قد توقع قدومها بالفعل..
-أنا منزعجة منك لأنك لم تتصلي بي، لماذا لم تأتي لزيارتي هـمم..؟
قالت بعتاب لغرايس التي تدعي في نفسها أن لا تكتشف فرق الصوت بينها وبين غريتا إن تحدّثت.
-كنتُ سآتي بالتأكيد، لكن عندما أخبرني جونغكوك أنه قادم لأخذي قررت أن أؤجل الأمر للأسبوع القادم.
حاولت أن تبدو واثقة في كلامها كي لاتشك، وبالفعل لقد نجحت في ذلك.
-أعلم يا صغيرتي، إنني أمازحك فقط..
ابتسمت غرايس بخفة بينما جيون وابنه يحدق بهم في صمت، فيبدو أن الاثنتين تناسوا أمرهم تماماً.
-كيف كانت أول ليلة لك في هذا القصر الكئيب ابنتي.؟، يمكنك القدوم للعيش معي إن لم تحبّي المكان..؟؟
شعرتْ بنفسها تُسحب من أحدهم، ولم يكن إلا جيون الذي جذبها إلى صدره بسرعة قائلا لوالدته بهدوء.
-زوجتي تحب هذا المكان، وستعيش معي هنا.
رفعت رأسها ترمقه باستنكار، لتبعده عنها وتحاوط ذراع ميونغ هي والدة زوجها قائلة بهمس.
-ابنك يكذب، أنا لا أحب هذا المكان أمي..
في الأخير، هذه فرصة جيدة لإبعاد غريتا عن جيون، الانشغال مع والدة زوجها أفضل من البقاء في هذا القصر الكبير لوحدهم..
