تقضم أظافرها بتوتر بينما تنظر من النافذة منذ لحظة شروق الشمس، هي قلقة، قلقة وجدا على أختها وصغيرتها التي لم تظهر إلى الآن.. كان اتفاقهم أن تعود بمجرد أن تتحدث مع جيون لكن الأمور آلت إلى شيء آخر، وهذا ليس في صالحهم أبدا. هي الآن خائفة من أن يكون قد فعل لغرايس شيئا سيئا، حتماً لن تسامح نفسها إن مسّها سوء..
-آنسة غرايس، هل أنتي بالداخل.؟
قاطع شرودها صوت غاريث الذي يطرق الباب، لتركض بسرعة إلى فراشها تختبئ أسفله.
-آنسة غرايس، هل أنتي بالداخل.؟
تنهد بنفاذ صبر عندما لم تجبه، ليردف ببرود.
-السيد سونغ يأمرك بالذهاب إلى الشركة لتولي أمر الإجتماع مكانه، جهزي نفسك سأنتظرك في الأسفل بعد نصف ساعة..
قطبتْ حاجبيها وقلبها يقرع بخوف، فلطالما كانت غرايس تتولى أعمال والدهم عندما يكون مشغولاً بشيء لايقبل التأجيل..
توقعتْ أن يدخل إلى الغرفة كما فعل بالأمس ليتأكد من وجودها، لكنه لم يفعل.. بل ذهب مباشرة بعد أن ألقى كلامه.
بلعتْ ريقها بصعوبة لتركض نحو هاتفها تتصل بسرعة على غرايس، لن تنتظر ثانية أخرى فصبرها قد نفذ ووالدهم سيعلم بالأمر عاجلا أم آجلا إذا لم تأتي غرايس الآن.
.
واقف أمام المرآة يُعدل ياقة قميصه بهدوء تام، وعقله مع تلك الصغيرة الموجودة في الحمام.. يبتسم في كل مرة يتذكر منظرها عندما ركضتْ إلى الحمام بينما تُغطي وجهها.
-مجنونة..
همس بابتسامة خافتة وهو يتجه إلى الشرفة، لكن وقبل أن يخطو خطوة أخرى تخلّل صوت رنين هاتف ما إلى مسمعيه.. ولم يكن إلا هاتف زوجته.
أراد تجاهل الأمر لكن أوليست زوجته؟، من حقه أن يعرف هذا الشخص الذي يتصل بها وفي هذا الوقت الباكر من الصباح..
اتجه إلى السرير يحمل الهاتف الذي لم يتوقف عن الرنين، قطب حاجبيه باستغراب عندما لمح
"أختي غريتا" تتوسط شاشة الهاتف..
-غريتا، هاتفك يرن.
بهدوء مريب هسهس بينما يخطو خطواته إلى الحمام، ليأتيه صوتها من خلف الباب.
-لا تهتم، سيكون اتصال غير مهم.
قضم باطن وجنته باستنكار، قائلا ببرود يمثل شخصيته.
-إنها أختك، غريتا..
حلّ صمت مريب للحظات، لم تجبه ولم تفتح الباب.. ما جعله يطرق الباب بخفة قائلا بنفس نبرته السابقة.
-غريتا، أنا أخبرك أن شقيقتك تتصل.
ولم تجبه هذه المرة أيضا، ليغمض عينيه باستنكار من تصرفها. هو يكره التجاهل وحتما لن يُمررها لها عندما تخرج..
