'تفاحـة الشـيطان'¹³

875 56 22
                                    

-وجدتك.

همست بابتسامة لتعود إلى فراشها، لكنها وقبل أن تخطو خطوة أخرى ارتطمت بشيء صلب جعلها تعود للخلف. رفعت الهاتف لترى ما ارتطمت به، لتوسع عينيها بصدمة عندما وقعت عينيها على سوداويتيه المُظلمة، تنافس سواد الليل.

وما إن كادت أن تصرخ حتى وضع يده على فمها بقوة، هامسا بابتسامة خلف أذنها بصوتٍ هز أركانها بعنف.

-ألم تشتاقي لي صغيرتي.؟

حاولت دفعه ليحاصرها على الحائط خلفها بقوة بينما يضغط على فمها..

-شش ولا حركة.

بلعت ريقها لتومئ له برأسها لعلّه يتركها، لكنه لم يفعل بل زاد من اقترابه منها يحدق بعينيها هامسا بتحذير.

-سأتركك وإن حاولتي الصراخ حتما لن يروق لك ما سأفعله بك حينها..

أومئت له بسرعة فهي تكاد تختنق، ليُبعد يده ببطء عن فمها لتلتقط أنفاسها التي سلبت منها ولازالت محاصرة بين يديه.

-هل جننت.؟ ماذا تفعل في غرفتي أو بالأحرى كيف دخلت.؟

همست بغضب بينما تضربه على صدره ليمسك بكلتا يديها بين يديه، هامسا بصوت مبحوح خامل.

-اشتقت لك..

رفعت رأسها بسرعة تناظره بصدمة، لتدفعه عنها ترفع مصباح الهاتف في وجهه رادفة باستنكار.

-هل أنت ثمل.؟

ابتسم ببرود ليجذبها من خصرها النحيل بسرعة البرق، يضع رأسه على جبينها يتنفس أنفاسها بخدر ..

-ثمل بك.

ما إن كادت أن تصرخ به حتى حشر رأسه بجوف رقبتها يستنشق عبيرها بانتشاء، لتظل واقفة بتصنم تحدق أمامها وقلبها يكاد يخرج من مكانه ..

حمحمت لتمسك بكتفيه تريد إبعاده لترى وجهه وقد امتثل لرغبتها ..

-هل تعلم غريتا بوجودك هنا، ومعي.؟

اقترب منها لتعود إلى الخلف بخوف، فهي تظنه ثمل .. هو فقط سئم من مراقبتها من بعيد هو يريد الشعور بقربها وضمّها إلى صدره كما كان يتخيل كل هذه السنوات ..

-انسي غريتا، الآن يوجد أنا وأنتي فقط..

همس بهدوء ويضع يديه على الحائط خلفها، بينما يقترب من وجهها يتنفس أنفاسها ..

-ماذا تريد مني.؟

همست بصوت يكاد يسمع، فهي تخشى أن يحدث أي تلامس بينهم لشدة قربه منها، لا تريد أن يتكرر ما حدث بينهم آخر مرة. أمال برأسه يتمعن برموشها الطويلة بابتسامة ليزداد اضطرابها بسبب تصرفاته الغريبة..

-أريدك أنتي..

همس بصوت دافئ عكس ما تعودت عليه، لتشير إلى نفسها باستغراب ليومئ لها برأسه.

-هل تعي ما تقول.؟ أنت رجل متزوج أو بالأصح زوج شقيقتي ووجودك هنا في غرفتي وفي هذه الساعة المتأخرة خطيئة بحق غريتا هـ..

شهقت بقوة عندما جذبها من خلف رقبتها بدون سابق إنذار، يمنعها من إنهاء حديثها فهو قد سئم من سماع نفس الجملة.

-لا يهمني، أنا أريدك أنتي وليس غريتا .. زواجنا بحد ذاته كان خطيئة بحقك.

صمت يحدق بتعابير وجهها المتفاجئة مما يقوله، هو يعلم أنها لن تتقبل الأمر ببساطة لكنه لا يهتم، طالما أنه يريدها هذا يكفي.

-لماذا تزوجتَ من أختي وأنت لا تحبها ها.؟ هل تجد اللهو بها أمر ممتع.؟ واللعنة هي حتى لم تكن راغبة في هذا الزواج وتخلّت على الكثير بسببك، لكنك وبكل سهولة تخبرني أن زواجك منها خطيئة.!!

جفلت بخوف عندما ضرب الحائط خلفها بقوة، هامسا بحدة وعينيه تكاد تخترقها..

-لا تفسري الأمر وأنتي لا تعلمين أي شيء.

أبعدت عينيها عنه تتفادى نظراته، فهو يخيفها ليمسك بفكها يقربها من وجهه حتى ظنّت أنه سيقبّلها ..

-سلّمي نفسك لجحيمي، أعتقد أنني هكذا ستُحل مشكلتنا .. امنحيني رغباتك وخذي كل الأمان الذي ترغبين به.

لانت ملامحه واقترب منها، يقبل زاوية شفتيها في حركة مباغتة .. لتقضم شفتها السفلى بعنف، ليحشر رأسه بجوف رقبتها يتنفس باضطراب لم يخفى عليها.

-كيف أنجو منك هـمم.؟

قطبت حاجبيها تحاول أن لا ترضخ لهذا الرجل، هامسة بتلعثم.

-أنتَ ثمل ولاشك أنك تظنني غريتا .. أتمنى أن لا تذكر ما حدث عندما تستيقظ، فحتما ستشعر بالإحراج، والآن عد إلى منزلك قبل أن تلاحظ زوجتك غيابك.

ابتعدت عنه بسرعة بينما تلوح بيدها أمام وجهها، فهي تشعر بالحر وقلبها يكاد يخرج من مكانه بسبب الاعتراف الذي سمعته للتو..

-هيا عد من حيث أتيت.

همست بهدوء بينما تمسك بمقبض الباب، لكنها وقبل أن تفتحه جذبها من معصمها لترتطم بصدره بعنف، لقد نفذ صبره منها ولن ينتظر لحظة أخرى .. فيبدو أنها لا تفهم كلامه جيدا.

-أنا في وعيي، وأعي ما أفعله وما أقوله واللعنة..

-اتركني..

بصوت عالي خاطبته ليُجلسها على السرير ويجثو أمامها على ركبتيه، يُمسك بكلتا يديها قائلا بصوت هادئ..

-سأكفر على ذنوبي .. سأطَلق شقيقتك.

وسعت عينيها بصدمة، لتردف بدون وعي.

-حقا.؟

ابتسم بجانبية بينما يهمهم لها، لتظل تحدق به في صمت تفكر فيما سيحدث، إن حدث ذلك حقا فكل شيء سيعود كما كان، غريتا لن يعلم أي شخص بسرّها وستعود البسمة على وجهها كما كانت عليه من قبل ..

-وما هو المقابل.؟

بهدوء همست فلا شيء دون مقابل، الحياة أخذ وعطاء .. ليردف أمام وجهها بصوت مبحوح بعثر أنوثتها.

-تكونين لي.

-وماذا إن رفضت.؟

-ستكونين لي في كلتا الحالتين.

.

.

يُتبع..

"تفاحـة الشـيطان"Where stories live. Discover now