" لقد تركت أبسط تصرفاتكِ ثغرة في قلبي ، كنقطة بيضاء علي سطح أسود ينزف من الألم ، مما يجعله يتمسك بتلك الثغرة بلهفة غريق وجد في وجهك النجاة ♡ "
| بقلمي |
عاد للمنزل بعد انتهاء الاجتماع الأسري ، والذي لم ينطبق اسمه علي عائلتهم قط ، ألقي نظرة علي والداه ، كانا قد بدآ شجارهما المسائي ، فسارع بالتوجه لغرفته .... لكن الأوان قد فات .....
_عُقاب بيه ؟
أجبر قدميه علي التوقف بعدما سمع جملة والده التهكمية ، ثم استدار وهو يرسم علي شفتيه ابتسامة فولاذية قائلًا :
=اتفضل يا باشا ؟
_ جدول سيرك ايه بكرة ؟
=عندي محاضرتين الصبح وبعدها عندي تدريب عشان المات ....
قطع والده جملته بصرامة قائلًا :
_ بعدها عندك ميتيج هتحضره معايا ، مفيش تدريب زفت .
أردف عُقاب بتعبير ثابت :
= ليه ؟
_ عشان أنا عايز كده !
= حقق الي أنتَ عايزه فحياتكَ مش فحياتي ، أنا غيرك سامعني ؟
_ خلصت ؟ هتسمع الكلام غصب عنك !
= لا ، ايه دخلك فحياتي ؟!
_ أنا أبوك !
ابتسم عُقاب بسُخرية سوداء قائلًا :
= خلينا متفقين أن صفتك في حياتي معدتش مجرد اسم ورا اسمي في البطاقة ، عشان كده متديش نفسك حجم أكبر من اللازم ..
انفجر والده قائلًا :
_ أنت متربتش !
ضحك عُقاب بتهكم قائلًا :
= ومتفاجئ ليه ، ما هو أنت نتيجة تربيتكم ، وبالتالي فأنا قليل التربية ، إذا مكنتش معدومها ... بص يا باشا ، أنت تقدر تنيم الناس كلها بكلامك ، وتخوفهم بأومرك ، أما أنا لا ، روح شوف غيري تعلق عليه آمالك ......
رد أبوه بسُخرية :
_ أنت فاكر أن جمهورك العظيم ده عشان جمال عيونك ، سيادتك اتشهرت بالسرعة دي بسبب اسمي الي مش عاجب سيادتك !
لعب في أوتار غروره ، فلمعت عيناه بالمُقت والغرور قائلًا :
= استني عشان اضحك ، بجد ، أنا عقُاب دويدار مشهور بسببك !
ليه ؟ كنت بتدربني ولا بتلعب بدالي ، ها ؟ أنا مشهور عشان أنا شخص لا يُقدر بثمن ، عشان لعبي احترافي ورائع ، عشان بلعب غير أي حد !
فاهم ؟ سلام !_ استني هنا ، أنا لسه بكلمك !
= طظ !
لوهلة عقد كل منهما حاجبيه بحركة مُتشابهة ، هو متفاجئ مما سمعه من ولده سليل العائلة الراقية ، وعُقاب يسترجع موقفًا قِيلَت به نفس الكلمة ، لكـن شتان ... أليس كذلك ...؟
YOU ARE READING
تحت ظِـلال الهوي
Randomما بـين تعقيدات حياته ، ومعاناة حيـاتها ، ظلل الاثنان الهـوى عليهما ، لم يستطيعا الفكـاك ، ولم يختر أيًا منهما الوقوع تحت ظلاله ، ولكنهما اختارا البقاء فيـه ...