- الـفصـل الأول

385 16 0
                                    

" لقد تركت أبسط تصرفاتكِ ثغرة في قلبي ، كنقطة بيضاء علي سطح أسود ينزف من الألم ، مما يجعله يتمسك بتلك الثغرة بلهفة غريق وجد في وجهك النجاة ♡ "

| بقلمي |

عاد للمنزل بعد انتهاء الاجتماع الأسري ، والذي لم ينطبق اسمه علي عائلتهم قط ، ألقي نظرة علي والداه ، كانا قد بدآ شجارهما المسائي ، فسارع بالتوجه لغرفته .... لكن الأوان قد فات .....

_عُقاب بيه ؟

أجبر قدميه علي التوقف بعدما سمع جملة والده التهكمية ، ثم استدار وهو يرسم علي شفتيه ابتسامة فولاذية قائلًا :

=اتفضل يا باشا ؟

_ جدول سيرك ايه بكرة ؟

=عندي محاضرتين الصبح وبعدها عندي تدريب عشان المات ....

قطع والده جملته بصرامة قائلًا :

_ بعدها عندك ميتيج هتحضره معايا ، مفيش تدريب زفت .

أردف عُقاب بتعبير ثابت :

= ليه ؟

_ عشان أنا عايز كده !

= حقق الي أنتَ عايزه فحياتكَ مش فحياتي ، أنا غيرك سامعني ؟

_ خلصت ؟ هتسمع الكلام غصب عنك !

= لا ، ايه دخلك فحياتي ؟!

_ أنا أبوك !

ابتسم عُقاب بسُخرية سوداء قائلًا :

= خلينا متفقين أن صفتك في حياتي معدتش مجرد اسم ورا اسمي في البطاقة ، عشان كده متديش نفسك حجم أكبر من اللازم ..

انفجر والده قائلًا :

_ أنت متربتش !

ضحك عُقاب بتهكم قائلًا :

= ومتفاجئ ليه ، ما هو أنت نتيجة تربيتكم ، وبالتالي فأنا قليل التربية ، إذا مكنتش معدومها ... بص يا باشا ، أنت تقدر تنيم الناس كلها بكلامك ، وتخوفهم بأومرك ، أما أنا لا ، روح شوف غيري تعلق عليه آمالك ......

رد أبوه بسُخرية :

_ أنت فاكر أن جمهورك العظيم ده عشان جمال عيونك ، سيادتك اتشهرت بالسرعة دي بسبب اسمي الي مش عاجب سيادتك !

لعب في أوتار غروره ، فلمعت عيناه بالمُقت والغرور قائلًا :
= استني عشان اضحك ، بجد ، أنا عقُاب دويدار مشهور بسببك !
ليه ؟ كنت بتدربني ولا بتلعب بدالي ، ها ؟ أنا مشهور عشان أنا شخص لا يُقدر بثمن ، عشان لعبي احترافي ورائع ، عشان بلعب غير أي حد !
فاهم ؟ سلام !

_ استني هنا ، أنا لسه بكلمك !

= طظ !

لوهلة عقد كل منهما حاجبيه بحركة مُتشابهة ، هو متفاجئ مما سمعه من ولده سليل العائلة الراقية ، وعُقاب يسترجع موقفًا قِيلَت به نفس الكلمة ، لكـن شتان ... أليس كذلك ...؟

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now