- الفصل السادس عشر

106 14 2
                                    

" مازلتِ في فن المحبة طفلةٌ ، بيني وبينكِ أبحر وجبال ، لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال "

| نزار قباني |

منذ متي لم يضحك هكذا ؟
منذ زمن بعيد ، زمن مر وقد ظن أنه لن يأتي مرة أخري ...
ولكنه أتي ....

يجلس علي طاولة الطعام الزجاجية ذات الكراسي الفاخرة ، بينما تجلس ماريتا أمامه ، وجدتها علي رأس المائدة ، في حين أن الضحكات تتعالي وسط الأكل ...
وكأنهم أصدقاء قدامي اتفقوا علي معاد مُسبق للقاء ....
يستمع لجولتان هانم وهي تقص عليه بعض اللقطات الخاطفة من طفولة ماريتا ....
والتي من الواضح جدًا أنها منذ صغرها وهي طفلة مُتألقة ، لامعة ، ومُشاغبة ....

- بس يا بني ، وبعد كده ، اليوم التاني ، جاني استدعاء ولي أمر من مدرستها عشان هي ضربت زميلها ...

اعترضت ماريتا علي الفور وفمها ممتلئ بالطعام :
- نينة ، الواد كان هياخد مني أكلي !

أجاب كادر علي الفور ، وقد اكتشف كم يحب شجارهما معًا :
_ ابلعي الأول يا مقرفة ...

أجابت بلا اكتراث :
- Thanks " شكرًا "

في حين ربتت جدتها علي كف كادر مُعلقة :
- طول عمري بقول عليها كده ...

ارتفع حاجبا ماريتا بـ غيظ قائلة :
- والله ...

ابتسم كادر وهو يقول :
- أنت مفترية ليه ؟ بتضربي طفل عشان خد منك ساندويتش !

مالت عليها تقول بـ منطقية :
= بُص يا كابتن ، تلت حاجات في الدنيا تستحق أنك تعيش عشانهم ...

علق كادر علي الفور ساخرًا :
- استني أقول ، الأكل ثم الأكل ثم الأكل ....

كان يمزح ، لكنه لم يتوقع قولها وهي تميل عليه مبهورة :
- عرفت منين ؟ لا مذاكر يا واد ...

نظر لها بيأس لوهلة ، ثم كشف ثغرة عن ابتسامة غير مصدقة ، في حين علقت جدتها علي الفور :
- واد ؟ هي دي طريقة تتكلمي بيها مع الي أكبر منك ؟!

ضحك كادر وهو يقول لها :
- دي كان عليها حتت كوكو ، تقرف الواحد في عيشته ...

قالت ماريتا مُرحبة :
- يزيد فضلك يا أستاذ كوكو ...

أشار كادر بكفه وهو يقول :
- استلمي حضرتك ...

ابتسمت الجدة وهي تُطالع ماريتا التي كانت عيناها تلمعان في سبب مجهول ، ثم مالت علي كادر وهي تربت علي كفه قائلة بـ وقار :
-شكرًا أنك لبيت دعوتي ...

هز كادر رأسه سريعًا وهو يضع يده في كلها قائلًا بـ امتنان حقيقي :
- علي ايه بس يا هانم ، أنا كمان كنت مديونلك بـ اعتذار عن الي عملته والدتي ...

ردت الجدة بـ تساؤل :
_ مامتك عملت ايه ؟

خطف نظرة إلي ماريتا التي تتابع أكلها في نهم فـ ابتسم ، ثم رد قائلًا :
- هو الحقيقي ، ماما بوظت الموضوع شوية ، بس حقيقي أنا مديون لـ حفيدتك بـ حياتي ...

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now