- الفصل الثالث والعشرون

94 12 1
                                    

" تحاولون أن تكونوا سعداء ؟ لـيكن بعلمكم أن الأمر ليس بتلك السهولة "
| منقول |

تلوث يدها وجبهتها بدمه ، وهي مازالت تصرخ ، حتي مرت عدة ثوان ، استفاقت فيهم مستقيمة ، تجري بجنون كي تطلب أي مساعدة كي تنقذه ، وبالفعل تبعها الناس الذين طلبت مساعدتهم إليه ، فتطوع بعض منهم في حمله وأشار آخر إلي سيارة أجرة ، اندفعت سماء تركب بجانبه ممسكة يده وهي تبكي وتبكي ...آملة ألا يتركها ، وهي تهمس له أن يتحمل ....

بعد عشرة دقائق تقريبًا ، وصلت سيارة الأجرة ، ونزل السائق ليطلب مساعدة الممرضات ، حمله معهم ، وهو يتجه به ناحية الإسعاف ...

وسماء تهرول ورائهم في ذعر وتسأل كل من يقابلها عن حالته ، حتي أشفقت عليها ممرضة من الممرضات وهي تمسك بكفها وتسندها قائلة بتعاطف :
_ أحنا هنعاين الجرح الأول ، نشوفه عميق ومحتاج عمليات ولا لأ ، وهنعمل للضروري أشعة علي دماغه ...

وبالفعل وقفت جانبهم في غرفة الإسعاف ، وطبيب يُعاين جرحه بمهارة ثم أعلن بهدوء أنه يحتاج لـ عدة قُطب صغيرة ، وحينها انفجرت سماء بكاءً ...

فأمسكتها نفس الممرضة وهي تقول لها :
_ طب كفايا عياط ، تعالي هنا عشان نرن علي أهله ...

همهمت وسط بكائها :
_ تيلفونه في الحجات بتاعته عند الاستقبال ...

فتركتها الممرضة وهي تقول قبل ذهابها :
_ طب استني هروح أرن علي أهله وأجي ، بس كفايا عياط عشان لما يصحي تعرفي تقعدي معاه ، ومتتعبيش ...

تعقلت بعيني الممرضة بلهفة :
_ هتقعدوني معاه ؟

هزت الممرضة رأسها بإيجاب وهي تؤكد :
_ هقعدك معاه ، وعد ، بس بطلي عياط ...

هزت سماء رأسها بطاعة وهي تمسح دموعها ناظرة له في لهفة ، ثم تبعتهم وهم يتجهوا به ناحية غرفة الأشعة بعدما انتهي الطبيب من التقطيب ، فـ انتظرت خارجًا ...

جلست علي أحد المقاعد ، وهي تجاهد كي لا تبكي ، إنه هو بسببها ، هي الحمقاء الغبية التي أوقعته في ذلك الموقف ، نزلت دموعها مرة أخري ، وهي تشعر بالذنب والذعر ...

ماذا لو حدث له شيء ؟ ماذا ستفعل ؟ وكيف ستعيش ؟
أفاقت من أفكارها علي خروج الطبيب والممرضة به علي سريره الطبي ، ثم أدخلوه غرفة نظيفة ، وحينها وفت الممرضة بوعدها وأجلستها معه وهي تقول :
_ هتقعدي هنا ، ماشي ؟ بس هو غايب عن الوعي حوالي ربع ساعة كده وهتلاقيه فاق ...

أومأت سماء برأسها بطاعة ، وهي تجلس هادئة ، تختلس النظر إليه بـ ذنب كل عدة ثوان ، حتي استقامت واتجهت إليه تجلس علي الكرسي جانب سريره ، وتمسك بكفه مانعة نفسها من البكاء ، بينما عيناها تجول علي وجهه الحبيب ...

.................................

" ربما لم يفت الأوان بالفعل ، ربما هناك ثغرة ما نستطيع خلالها تلافي أخطائنا "
| بقلمي |

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now