- الفصل الثالث عشر

122 14 0
                                    

" معركة وحيدة إذا انتصر فيها الإنسان يكون قد تغلب علي رغباته وشهواته ، يقهر فيها شيطانه ، ويكون له النصر في محاولاته للتحكم بـ نفسه ... معركته مع نفسه ! "
| بقلمي |

" أن تختار خسارة نفسك من أجل شخص تحت مُسمي الحُب لـ هو أكثر التصرفات جهلًا ، فـ ذلك ليس بـ حب أبدًا "
| بقلمي |

~ رجـوع بالزمن ~

كان قد تلوث وتدنس بالكثير ، كذب وسرق ، نصب واحتال ، شرب الخمر وارتكب كبيرة الزنا ، فـ بات فريسة سهلة للشيطان ، بات كُل شيء مُباح وسهل ...

كبر مكانه ، اشتهر وبات معروفًا ، ذاع صيت مكانه وباتت الأقدام عليه كثيرة ...
لكنه لم يكن سعيدًا ...هناك شيء ناقص !
هناك شيء يبعث في نفسه الضيق ، شيء يُقلق منامه ، ويبعث في أحلامه الكوابيس ، شيء أطاح بـ طمأنينته وفرحته بـ نجاحه بـعيدًا ...
فـ قرر في يوم ما ، أن يُعين له مُساعدًا لـ يشرف علي مطعمه ، حتي يستمتع هو بـ مباهج حياته الفاخرة ، وكان شخصًا جيدًا من الدرجة الأولي ، فـ في ظل عدة أشهر ، افتتح فرع آخر لـ مطعمه ، بـ فضل تعليمات ومراقبة ذلك الرجل ...

وفي ظلال ذلك ، تقرّب " شريف " الرجل الذي عيّنه مُديرًا علي مطعمه منه ، باتا أصدقاءً إلي حد ما ، عرف شريف الكثير من الأشياء الهامة عنه ، ومن ضمن الأشياء تلك أمر شراءه للحوم مجهولة المصدر ، أمر عدم جودة مُستلزمات مطعمه وأشياء أُخرى ، حمل شريف تلك الأشياء كـ خادم مُخلص ، وحمل السر كـ شخص " يسمع ولا يتكلم " ، فـ وثق به مُنذر أكثر فـ أكثر ...

حتي يوم قرر فيه منذر أن يعاود المُداومة في جامعته ، أودع مطعميه في أمانة شريف ، وانطلق إلي جامعته بعدما فاتته سنة فيها ، تغيّرت فيها حياته ، وما عاد نفسه القديمة الساذجة ...

كان يومًا متقلب الأجواء ، تهب الرياح بـ شدة تارة ، ثم تهدد السماء بـ سقوط الأمطار ، وبعدها تسطع الشمس بـ شكل اعتيادي ....
وصل هو إلي جامعته ، ودلف وهو يستعيد حماسته وحنينه شيئًا فـ شيئًا ...
لأيام كان فيها ولم يكن ...
لأيام كان ينام هانئًا مرتاح البال ...
لأيام وأيام ... ما غابت من ذاكرته ... ولن تغيب ...

هبت الرياح فجأة ... ومن حيث لا يعلم ، داهمه عبير قوي تزامن مع اصطدام شيء ما أسود ناعم بـ وجهه ...
تسمر لـ وهلة وانذهل ...
ثم أفاق بعدها مُجاهدًا كي يستعيد رؤيته مرة أخري ، وهو يزيح ذاك الشيء الأسود عن وجهه ، والذي تبين له من ملمسه أنه شَعر !
شَعر !
الأمر الذي أعاد إليه ذهوله ، فـ بحياته كلها ، لم يري شعرًا بتلك الكثافة وذلك الطول ....

_ أنا ... أسفة ، ... آآ ..أقصد " sorry " ....

توقف لـ وهلة عندما انتبه لـ صوت ناعم ، انطلق من مكان ما ، تلفظ بـ لكنة عربية مميزة أولًا ، ثم أُخري إنجليزية ، فـ بسهولة استطاع تحديد جنسيتها ....
تجاهل الصوت ...
ثم تابع محاولته في تخليص وجهه ، فـ شد شعرها بـ قوة ، فجاءه صوت تألمها وهي تلفظ ما بدا له كـ شتيمة ثم ردت بـ غضب :

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now