- الفصل التاسـع

115 12 0
                                    

" في الواقع هو لا يستطيع تحمل كلمة عتاب واحدة ، ربما لأنه يشعر أن ذلك الشرف له حقٌ فيه ، هو أحق بالمُعاتبة من أي أحد آخر ، هو أكثر من خُذل ، وأكثر من تألم حتي فقد القدرة علي الشعور "
| بقلمي |

" ماريتا عامر الدالي ، تبلغ ثلاثة وعشرين عامًا من العمر ، درست في جامعة هارفارد الشهيرة لـ أربع سنين مُتوالية ، ثم نقلت أوراقها إلي جامعة دويدار هذه السنة ، الأب متوفي ، والأم متزوجة في نفس البلد ، تمتلك أخ وحيد يدرس معها في جامعتها الحالية ، تواطأت مع بعض أفراد العمليات الخاصة في محاولة الإمساك بـ تاجر السلاح منذر حمد والذي كانت لها علاقة غرامية معه ، تُجيد العديد من الهوايات كـ الفروسية ، والرماية ، و....."

ظلت يحملق في الورقة التي بيده مذهولًا ، في الحقيقة هو أكثر من ذاهل ...
ماريتا ! لقد تذكرها الآن !
كيف لم يتذكرها قبلًا ؟ أيعقل ؟
هل كانت حالته النفسية غير سوية لـ تلك الدرجة كي لا يتعرف إلي فتاة عملت معه أسابيعًا ...

استند بـ ظهره لـلوراء وهو يتطلع إلي صورتها المُلحقة بالملف ، كانت صورة مُختلفة عن الأصل كثيرًا ....
فتاة بـ شعر طويل جدًا ، أسود كـ ليل طويل ، وعينان رماديتين لامعتان بـ إقبال وحُب ، ترتسم في عينيها الطيبة ، ضاحكة بشكل يوجع القلب ، عندما يدرك أن تلك الضحكة باتت سرابًا ....

كانت هي .... ولم تكن ....
هو يعرف شكل ماريتا المتواجد بـ الصورة ، ولكن طبعها ذاك لم يتعرف عليه ....
هو يعرف فتاة بـ شعر طويل ووجه بارد ، تصرفات مُستفزة ، طبع ناري ...
تلك الشخصيىة هي التي تحولت إليها بعدما وقف أمامها وأخبرها أن حبيبها هو في الأصل تاجر مُخدرات !
لكن تلك التي في الصورة لا يعرف إلا شكلها ، أما طيبتها وحبها للحياة الواضح في الصورة هو لم يره فيها ...
من الواضح أنها قصت شعرها مؤخرًا ، لأنه عرفها وهي بـ شعرها الطويل ....
سحب صورة أخري من الملف ، فـ وجد صورتها التي رآها بها مؤخرًا ....
ابتسامة هازئة باردة ، وجسد مُتصلب ، شعر قصير ، وملابس سوداء ....
قارن بين الصورتين ، وهو يسأل سؤالًا بينما يشعر بـ الأسف في داخله ....
هل تألمت لـ تلك الدرجة ؟ تلك الدرجة التي جعلت منها تغير كل شيء في طبعها وشكلها ونفسها ؟
هل الألم قادر علي تغيرك فعلًا ؟ أن يجعلك تنضج وتعرف وتُدرك بعض الأشياء التي كنتُ غافلًا عنها و تألمت بسبب سذاجتك وغفلتك تلك ؟
طرق سُفيان الباب ، فـ جفل كادر ناظرًا له ، دخل سُفيان وهو ينظر لـ ساعته ، سلّم عليه وجلس لـ يتكلم معه قليلًا ...
وفي وسط الكلام ، لمح سُفيان ملف ماريتا وصوره ، فـ سأله بـ ترقب :
_ أنت رجعت تشتغل ؟

تسمر كادر لوهلة والحنين يتسلل إليه في برهة لـ عمله ، لعملياته وتحرياته ، لزيه العسكري ومسدسه ، أفاق وهو يحدق به ثم هز رأسه وهو يقول في بهوت :
= لا ، ده تحري ....

_ عن مين ؟

نظر سُفيان للملف ثم لمح صورة الفتاة ، فـ رد بـ فزع :
_ بنت ؟ بتتحري عن بنت ؟ آه يا عديم الرباية ....

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now