- الفصل الثامن عشر

107 12 0
                                    

" كـ أنه كُتب علينا العيش هكذا ، مُعلقين في منتصف الأشياء كُلها ، لا نُحب ما يحدث ولا يحدث ما نحب "
| ياسمين عادل |

الصمت سائد في أنحاء المُحاضرة ، والأستاذة تسرد النتائج كـ الآتي :
المركز الأول : سماء محمد عمران ، وماريتا عامر الدالي ....

شهقت سماء بـ صوت عال وهي تلتفت لـ بيجاد الجالس بـ جانبها مُبتسمة بـ عدم تصديق واضعة كفها علي ثغرها ، بينما عيناها مُتسعتان إلي مدي غير معقول ، فـ أظهرت جمال عينيها ، أشاح بوجهه كاتمًا ابتسامته بـ صعوبة ....
لأول مرة في حياته ... يسعد بـ خسارته لـ تلك الدرجة ....
لأنها إذا كانت سـ تفعل ذلك في كل مرة ، فـ لتحيا الخسارة إذن
أتلك الدرجة .... ؟
تلك الدرجة ماذا ؟

قطع أفكاره جهر الأستاذة بـ المركز الثاني قائلة :
_ وائل عمرو رفعت ، وجاسر ممدوح ...

ربت جاسر علي ظهر وائل بـ مودة أخوية وهو يبتسم في حماس ، لكن وائل لم يبتسم .....
لم يتجاوب ولم يفرح لـ فوزه ...
بل شحب وجهه عند سماع اسمه ، وهو يدرك أنه بعد دقائق أو لحظات ، سـ يُنادي بـ اسم ريحان ، أي نفس اسمه ...
ألن يلاحِظ أحد ؟
توتر وائل وهو يمسح بـ كفه علي وجهه عدة مرات ، وهو يراقب الأستاذة بـ ارتباك وهي تُكمل تلو الأسماء بترتيب المراكز :

_ بيجاد دويدار ، وساندي محروس ....
سامر محمد ، وأحمد عبدالهادي ...
ريحان عمرو رفعت ، وعُقاب دويدار ....

تلفت وائل بـ وجهه عله يجد أحد قد لفت انتباهه تشابه الأسماء ، ولكن أحدًا لم يعلق ...
لم ينتبه أحد ، ولم يعلق آخر ....

تنفس وائل بـ عمق ، واضعًا رأسه علي المدرج أمامه ، وهو يشعر أنه مُتعب جدًا ، كما لم يكن من قبل ....
في حين أن ...
تلفت سماء حولها ، فـ لم تلمح ماريتا ، فـ عقدت حاجبيها بـ قلق ، وهي تقرر الاتصال بها بعد المحاضرة ....

ضربت ريحان علي جبهتها يأسًا بعدما تطلعت إلي درجتها مُنفردة ، وهي تدرك أن عُقاب هو سبب نزولها عن المستوي الأول ....
التفتت لـ تنظر إليه وهي تشير لـ درجتها بـ لوم ، وفي عينيها تذكره بـ حديثهما معًا عن مدي أهمية ارتفاع درجتها وسط الطلاب أجمع ....
تلاقت عينيها بـ عيني عُقاب ، لكنه لم يعقب ...
ظل يتطلق في عينيها هادئًا ...
حتي ارتبكت هي والتفتت تلوم نفسها علي تسرعها وتماديها معه ....
في حين أنه ارتسمت علي وجهه ابتسامة باهتة ، وهو يتطلع إلي ظهرها بـ نظرات لم يفهمها تمامًا ....
بل لعله لن يفهمها حتي وقت قريب ....

تابعت الدكتورة المُحاضِرة :
_ الدرجات مش عاجباني ، أغلبكم نايم ومش واحد باله أن دي آخر سنة نظري والباقي كُله عملي ، وطبعًا لو معرفتش النظري هتطبق أزاي ؟

تنهدت وهي تقول مُتابعة :
= أتمني في درجات العملي تكون الدرجات أحسن شوية ، الفرق هتكون كـ الآتي :
ريحان عمرو رفعت ، وماريتا عامر الدالي ، ووائل عمرو رفعت ....

تحت ظِـلال الهوي Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum