- الفـصل الرابـع والثلاثـون

112 8 7
                                    


" أن تـكتب عن تلك الـمشاعر هو شيء ، وأن تعايشها هو شيء آخر "
| بـقلمي |

" إن المرأة يسحرها أولًا الأمان الذي يزرعه الرجل من حـولها ، بعـدها كل شيء يأتي من تلقاء نفسـه "
| واسيني الأعرج |

" تعبيرات وجهه فـراغ ، ونظـرته جليد "

كان واقفًا أمامها كـ حائـط سد ، عيناه بـ عيني والدها ، وهو هـادئ المـلامـح ، ساكـن القسمـات ، لكنها وحدها كانت أعلـم بـ مدى تشنج جسده ، و عدم رضاه الذي يكتمه بـ مهارة تفوق سنـه ...

تكلـم بيجاد فـجأة ناظرًا بـ طرف عينه إلى ريحان وماريتا اللتان جـاءتا مسرعتين ما أن رأتا ما يجرى ، بـ الإضـافة إلى عقاب الذي يقف على الجهة الأخرى من سماء متيقظًا لأدنى تحـرك من محمد :
- دكتـورة ريحان ، لو سـمحت ممكن تاخدي سماء معاك عشر دقايق ؟

نظرت ريـحان لـ بيجاد لـ ثانية ، ثم تحركـت تمسـك كف سماء تجذبها بـ رفق بعيـدًا عن المقـهى ، وتحـركت ماريـتا تجذب الكـف الآخر لـ سماء ، ولكـن محمد الذي كان كـ عادته الأزلـية يسيره غـضبه ، لم يـعجبه ما يحـدث ، ولـوهلة أحس أنهم يأخذون منه شمس ، وهي تسير راضـية متلهفـة للابتعاد عنه ، فـ قـطع عليهما الطـريق يقول في صـوت غاضب ويـده تمتد لإيقـاف ريـحان :
- استني هنا ! واخداها على فين ؟!

ولكن قبل أن تمس يده مـرفق ريحان أو حـتي تقترب منها ، وجد محمد ذراع عضـلية تعتـرض طريـقه ، وتمسك ذراعه بـ إحكام ، ونبـرة رجوليـة مهددة بـ أعاصير الغـضب تهدر :
- ايـدك عنـهــا ....

تسـمرت ريحان تنـظر لـ ظهر عقاب الذي وقف أمامها يـخبئها بـ جسده الفارع ، ويده تمسـك بـ ذراع محمد التي كانت سـ تحط على جسدها للتـو ، في حـين شهقـت سماء وهي تنـظر لـ ريحان التي مازالت أسيـرة لتلك اللحـظة وهي تنظر إلى ظهر منقـذها ، وقد تسللت رائحـة عطـره الباهـظة الممتزجـة مع رائحـة سجائره للتغلغل داخـل صدرها ...

استـفاقت ريحان من شرودها وهي تعاود سـحب سماء ، ولكن ضربات قلبها العـالية أنبأتها بأن ما تحـمله لذلك العـقاب في تلك اللحـظة هو أكثر من امتنـان ورغبـة في الشـكر ....

سارت شاردة الفـكر مع سماء الخائفة والتي تحاول ماريتا أن تهدئها ، ولـكل منهما سبب خوفها المستـتر ...
فـ إذا كانت سماء خائفة من والدها ، ومن احتمال أن يؤذي جاد أو عقاب ، فـ قد كانت ريحان ترتجف من عمـق شعورها التي شعرت به لـ وهلة صغيرة تجاه عـقاب ...
لم يعد طاووسًا ، ولم يعد رجل على رأسه تقبع ريشة ، بل كان دومًا عقاب الذي أنقذها مرة من قبل ولم تشكره حينها ، وعاود الكرة تلك المرة أيضًا ....
وهـي الآن تقـف مرتجـفة أمـام مرآة الحقيقة ، التي تريـد إخبارهـا بـ ما ترفـضه هي ....

أما عند الرجـال ، فـ قد تمتم بيجاد وهو ينـظر لـ محمد هادئًا :
- أسـلوب حضرتك مرفـوض ، سواء في التعـامل مع سمـا أو مع صاحبتها ...

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now