- الفـصل التـاسـع والثـلاثون

120 15 8
                                    

" لا تـظن أن كل من يربت على ظهرك صديقًا ، ربما كان يـبحث عن مكان كي يـطعنك به "
| سيدنـا على رضـي الله عنه|

" الانـسان يعرف الانسـان من جـرحه "
| منـقول |

" لـطالما هكذا كانت تُتخذ كل الاختيـارت الخاطئة ، بـ إقناع نفسك أنه لـيس لديك حل آخر "
| منـقول |

" إذا سـقطت أرفـعك من جديد ، وإن لم أستـطع ، أتمدد بـ جانبك "
| منقـول |

لـم يـصدقها ...
بـقعة خـفية داخـله جعلـته لا يـصدّقـها ، لا يـؤمـن بـ حرف واحد مما قالت ...

نـفس البـقـعة التي أرتـه حقـيـقة أن من تتكلم عنها تلك هي في الأصـل تُركّب قناعًا يحميها من تودد النـاس لها ، أو محاولتهم لـ خداعها ، نفـس الاحـساس للذي ينتابه كل مرة يجدها تـذم في ممرضـة تخاذلت عن عملها بـ قسوة ، أو تنـاطح في أحد الأطـباء المسـاعدين الذي لم يطيـع ما أمـرته به ...

هـي واجـهة ، أسـلوب ، ونـمط هي اتخـذته لـ تعامل به العـالم ، تـحمي نفسها ، وتتجـاهل هراء البـشر ...

نفـس الشيء الذي حثـه اليوم صباحـًا على البـحث وراء كلامها و مـعرفة هوية الشخـص الذي دبـرته هي ، لـ يدفـع مال تلك العملية التي لم يقدر صاحبـها على الدفـع ، وكـما تـوقع ، لم تدبـر هي أحدًا ، لأنها من دفـعت ثـمن تلك العملـية !
من مالـها الخاص !

هذا ما أخبره موظـف المحاسبـات به ، أن الدكـتورة هـانيا ، تلك المتـكبرة والتي تتعامـل مع النـاس كما تتعامل مع حاشيـتها ، جاءت ، وأخرجـت من حقيبتها بطاقتها البنكية الخاصـة لـ تدفـع ثمن العمليـة ، وعندما أخبرها أنهم لا يتعاملون سوى بـ " الكـاش "  ، رفـعت هاتفها ترن على أختها تطلب منها أن تسحب المبـلغ من حسابها هي الخاص ، وخرجت من مكتبه ، لـ تعود مع أنـسة تشبهها في الشكل بعد ساعة تقريبًا ، ومعها المبـلغ الكامل ...
أعطـته له واستدارت ورحـلت مع أختها ، دون أي كلـمة إضافـية ، وعندما حـاول أن يفـتح معها محادثة كي يستدرجها لـ يعلم منها لما سـ تدفع من مالها الخاص ، رمقته بـ جفاء ، ثم تمتمت له مع لـهجة باردة :
- مـش شـغلك !

طبعًا الرجل امتعض منها بعدما كان مدهوشًا مما فعلته ، معجبًا بـ شخـصها الخفي ، لكنها ما لبـثت وأن صدته بـ كل البرود التي تملـكه حتي يتعلم أن أنفه مكانه على وجهه ، وليس مكانه في أمورها الخاصة ، ولعلها هكذا ارتاحـت أكثر لـ مرأي معالم الضـيق التي ارتسمت على وجهه ...

هـي بـ الطبع لا تفعل ذلك لأنها مضطربة نفسـيًا وتحـب مضـايقة الناس ، بـل لأنها لا تستطيـع التعامل بـ بساطة مع شـخص يكـن لها شعورًا جيدًا واحدًا ، لذا هي كانت ترتـاح مع جـو الغيظ الذي ينتشر حولها ، والنـبرة النافرة التي يتعامل بها الجميع معها ، حتي تـجنب الناس لها كان يريحـها أكـثر ...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 18 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now