ما أن وصلت إلي باب الشقة ، ومدت يدها لفتح الباب ، حتي فُتح وظهر من خلفه ...
= ارفعي ايدك !
جاهدت لتكتم ضحكتها ، ورفعت يديها مستسلمة ، تنظر إلي الكائن الماكث أمامها ولا يتعدى طوله ركبتها ، ممسكًا بمسدس رشاش .....
جاء صوت والدتها من المطبخ موبخًا الصغير :
_ يا بني سيب أختك تدخل ، مش من علي السلم ....
مط أطلس شفتيه في امتعاض وهو يقول :
= متدخليش يا ناهد ، فاهد قالي اثبتها أول ما تطلع ...
خرجت الضحكة أخيرًا من ريحان وهي تنحني ترفع أخاها من خصره ...:
_ بقي كده ؟
صاح أطلس باعتراض :
= سيبيني ، سيبني يا أخت أنت ...
فغرت ريحان شفتيها وهي تراه يتملص منها، يبعد شعره الناعم الطويل عن وجهه ، وينحني ليأخذ مدفعه الرشاش ، الذي سقط أرضًا ثم آمرها بتسلط :
= ارفعي ايدك ، وطلعي الي ف جيبك !
يلا مش ناقصين problems ( مشاكل ) أحنا !
اتسعت ابتسامتها ، ومدت يديها تخرج لوح الشكولاتة من جيبها ، ثم ناولته إياه ، فأشار لها برأسه للدخول ، فدخلت ضاحكة ، أما أطلس فنظر يمينًا ثم يسارًا ثم أغلق الباب صائحًا في اللاسلكي الخاص به الذي أخرجه من جيبه :
= الشمال الشرقي من المنزل نظيف ، وخالٍ من العدو ... حول ...
استمعت ريحان وهي تخلع معطفها ، رد فاهد أخاها الأكبر من غرفته في اللاسلكي علي أطلس :
_ أحسنت أيها الجندي ، معًا لننتصر علي العدو ... حول ....
اتجهت للمرحاض ، اغتسلت ثم قبلت والدتها التي تعد الغداء ، ثم اقتحمت غرفة فاهد فوجدته يتفقد بعض المستندات علي مكتبه ، بجانبه شقيقها الآخر أطلس يصوب بالأسهم علي رقعة ورقية بالحائط ...
رفع أطلس مسدسه فور دخولها ، وصوب علي أنفها لينطلق سهم منه تجاه أنفها بدقة ،
رمشت بامتعاض ثم أزاحت السهم من علي وجهها ، وتطلعت إلي أطلس الذي زفر بارتياح قائلًا :
= هو أنت ، أنا افتكرتك العدو ..
تخصرت قائلة :
_ وفين العدو دا بقا ؟
= ملكيش دعوة أنت ، ايش عرفك أنت بشغلنا ، كنت ضابط قبل كده !
_ علي أساس أنك ضابط وكده ؟!
= لا ، بس أبية ضابط ، وأنا وأبية واحد ... يبقي أنا ضابط ...
رفع فاهد وجهه عن أوراقه رافعًا كفه لأطلس الذي ضرب كفه يحييه في حماس ، مرددًا النشيد الوطني للعائلة والمتمثل في :
_ يحيا أبية ، يحيا ، يحيا ....
ابتسمت ريحان رغمًا عنها بحب ، وهي ترمقهما في ود أخوي ، ثم قالت في غيظ :
= مش وراك واجب ، يا أطلس بيه ...؟!
رد أطلس في خيلاء :
_ واجبي ناحية الوطن والبيت أهم يا أنسة !
مش بنلعب شطرنج أحنا !
= واجب مين يا أوزعة أنت !
وبعدين مالها الشطرنج ، مش لعبة الأذكياء ؟
رد أطلس في تآمر :
_ عرفت دلوقتي أنت مش بتلعبيها ليه ...
ساد الصمت لدقائق ، ثم رفع فاهد رأسه محيًّا أطلس في حماس ، رافعًا يده بجوار جانب رأسه ، في تحية رسمية ، منفجرًا بالضحك ...
هز أطلس رأسه في وقار ، مجيبًا علي تحية فاهد بعملية ، واضعًا يده علي صدره في أناقة ،
ناظرتهما ريحان في غيظ ، ثم هجمت علي أطلس ، الذي أفلت منها صائحًا وهو يميل ليأخذ الرشاش :
_ هجوم !
هجوم !
ارسلوا الدعم ....
تظاهر فاهد بعدم الاستماع ، فصرخ أطلس بخوف وهو يتجه إلي والدته في المطبخ :
_ يا نهار أسود ، الدعم عامل نفسه عبيط ، فليكن الله في عوننا ....
انفجر فاهد بالضحك ، وهو يري ريحان تهرول وراء أطلس وهو يختبئ منها في كل مكان ويحاول التصويب عليها ويصرخ قائلًا :
_ أنا هتنفخ يا شباب من أنثي الجمبري ، الحقوني !
استمعت والدتهم لأصوات ضحكهم بسعادة ، ثم نادت علي ريحان بصرامة أن تترك أطلس الذي أمسكته من سترته في تهديد ....
انفرجت ابتسامة أطلس وهو يقول :
_ ربنا يخليك لمصر يارب ، هي دي الأمهات ولا بلاش ، يا فخر الأمهات ، وسيدة السيدات ، وجميلة الجميلات ، و ...
قاطعته ريحان بغيظ قائلة :
_ بس ، أنت هتشحت ؟
= واشحت ليه وأنت موجودة ، مش دي وظيفتك الأساسية ....
ضحكت والدتها ، وابتسم أطلس في غرور ، وهو يسمع تحية فاهد من خلفه التعظيمية وقال في وقار :
= خلاص يا شباب ، مش بحب أتكلم عن نفسي كتير ...
تركته ريحان وهي تنظر له بغيظ ، فابتلع ريقه وهرول تجاه غرفته ممسكًا برشاشه ... وهو يتمتم :
= البت دي من الاول وأنا بقول أنها مش أختي ، بتكرهني يا أخي كره ! وكأني مرات أبوها .... حد يبقي عنده أخ من الملائكة زيي ، ويعامله كده !
يا خسارتك يا أطلس في البيت ده ، يا شبابك الي ضاع يا أطلس ، يا حزني يا أنا يا أما ....
.................................
# اقتباس
# عزيزة مرزبان
# بقلمي
# يُتبع ...الفصل الجاي نازل يوم الاتنين إن شاء الله ، التفاعـل ♡
YOU ARE READING
تحت ظِـلال الهوي
Randomما بـين تعقيدات حياته ، ومعاناة حيـاتها ، ظلل الاثنان الهـوى عليهما ، لم يستطيعا الفكـاك ، ولم يختر أيًا منهما الوقوع تحت ظلاله ، ولكنهما اختارا البقاء فيـه ...