- اقتباس من الفصل الثاني

128 9 0
                                    

ما أن وصلت إلي باب الشقة ، ومدت يدها لفتح الباب ، حتي فُتح وظهر من خلفه ...

= ارفعي ايدك !

جاهدت لتكتم ضحكتها ، ورفعت يديها مستسلمة ، تنظر إلي الكائن الماكث أمامها ولا يتعدى طوله ركبتها ، ممسكًا بمسدس رشاش .....

جاء صوت والدتها من المطبخ موبخًا الصغير :

_ يا بني سيب أختك تدخل ، مش من علي السلم ....

مط أطلس شفتيه في امتعاض وهو يقول :

= متدخليش يا ناهد ، فاهد قالي اثبتها أول ما تطلع ...

خرجت الضحكة أخيرًا من ريحان وهي تنحني ترفع أخاها من خصره ...:

_ بقي كده ؟

صاح أطلس باعتراض :

= سيبيني ، سيبني يا أخت أنت ...

فغرت ريحان شفتيها وهي تراه يتملص منها، يبعد شعره الناعم الطويل عن وجهه ، وينحني ليأخذ مدفعه الرشاش ، الذي سقط أرضًا ثم آمرها بتسلط :

= ارفعي ايدك ، وطلعي الي ف جيبك !

يلا مش ناقصين problems ( مشاكل ) أحنا !

اتسعت ابتسامتها ، ومدت يديها تخرج لوح الشكولاتة من جيبها ، ثم ناولته إياه ، فأشار لها برأسه للدخول ، فدخلت ضاحكة ، أما أطلس فنظر يمينًا ثم يسارًا ثم أغلق الباب صائحًا في اللاسلكي الخاص به الذي أخرجه من جيبه :

= الشمال الشرقي من المنزل نظيف ، وخالٍ من العدو ... حول ...

استمعت ريحان وهي تخلع معطفها ، رد فاهد أخاها الأكبر من غرفته في اللاسلكي علي أطلس :

_ أحسنت أيها الجندي ، معًا لننتصر علي العدو ... حول ....

اتجهت للمرحاض ، اغتسلت ثم قبلت والدتها التي تعد الغداء ، ثم اقتحمت غرفة فاهد فوجدته يتفقد بعض المستندات علي مكتبه ، بجانبه شقيقها الآخر أطلس يصوب بالأسهم علي رقعة ورقية بالحائط ...

رفع أطلس مسدسه فور دخولها ، وصوب علي أنفها لينطلق سهم منه تجاه أنفها بدقة ،

رمشت بامتعاض ثم أزاحت السهم من علي وجهها ، وتطلعت إلي أطلس الذي زفر بارتياح قائلًا :

= هو أنت ، أنا افتكرتك العدو ..

تخصرت قائلة :

_ وفين العدو دا بقا ؟

= ملكيش دعوة أنت ، ايش عرفك أنت بشغلنا ، كنت ضابط قبل كده !

_ علي أساس أنك ضابط وكده ؟!

= لا ، بس أبية ضابط ، وأنا وأبية واحد ... يبقي أنا ضابط ...

رفع فاهد وجهه عن أوراقه رافعًا كفه لأطلس الذي ضرب كفه يحييه في حماس ، مرددًا النشيد الوطني للعائلة والمتمثل في :

_ يحيا أبية ، يحيا ، يحيا ....

ابتسمت ريحان رغمًا عنها بحب ، وهي ترمقهما في ود أخوي ، ثم قالت في غيظ :

= مش وراك واجب ، يا أطلس بيه ...؟!

رد أطلس في خيلاء :

_ واجبي ناحية الوطن والبيت أهم يا أنسة !

مش بنلعب شطرنج أحنا !

= واجب مين يا أوزعة أنت !

وبعدين مالها الشطرنج ، مش لعبة الأذكياء ؟

رد أطلس في تآمر :

_ عرفت دلوقتي أنت مش بتلعبيها ليه ...

ساد الصمت لدقائق ، ثم رفع فاهد رأسه محيًّا أطلس في حماس ، رافعًا يده بجوار جانب رأسه ، في تحية رسمية ، منفجرًا بالضحك ...

هز أطلس رأسه في وقار ، مجيبًا علي تحية فاهد بعملية ، واضعًا يده علي صدره في أناقة ،

ناظرتهما ريحان في غيظ ، ثم هجمت علي أطلس ، الذي أفلت منها صائحًا وهو يميل ليأخذ الرشاش :

_ هجوم !

هجوم !

ارسلوا الدعم ....

تظاهر فاهد بعدم الاستماع ، فصرخ أطلس بخوف وهو يتجه إلي والدته في المطبخ :

_ يا نهار أسود ، الدعم عامل نفسه عبيط ، فليكن الله في عوننا ....

انفجر فاهد بالضحك ، وهو يري ريحان تهرول وراء أطلس وهو يختبئ منها في كل مكان ويحاول التصويب عليها ويصرخ قائلًا :

_ أنا هتنفخ يا شباب من أنثي الجمبري ، الحقوني !

استمعت والدتهم لأصوات ضحكهم بسعادة ، ثم نادت علي ريحان بصرامة أن تترك أطلس الذي أمسكته من سترته في تهديد ....

انفرجت ابتسامة أطلس وهو يقول :

_ ربنا يخليك لمصر يارب ، هي دي الأمهات ولا بلاش ، يا فخر الأمهات ، وسيدة السيدات ، وجميلة الجميلات ، و ...

قاطعته ريحان بغيظ قائلة :

_ بس ، أنت هتشحت ؟

= واشحت ليه وأنت موجودة ، مش دي وظيفتك الأساسية ....

ضحكت والدتها ، وابتسم أطلس في غرور ، وهو يسمع تحية فاهد من خلفه التعظيمية وقال في وقار :

= خلاص يا شباب ، مش بحب أتكلم عن نفسي كتير ...

تركته ريحان وهي تنظر له بغيظ ، فابتلع ريقه وهرول تجاه غرفته ممسكًا برشاشه ... وهو يتمتم :

= البت دي من الاول وأنا بقول أنها مش أختي ، بتكرهني يا أخي كره ! وكأني مرات أبوها .... حد يبقي عنده أخ من الملائكة زيي ، ويعامله كده !

يا خسارتك يا أطلس في البيت ده ، يا شبابك الي ضاع يا أطلس ، يا حزني يا أنا يا أما ....

.................................
# اقتباس
# عزيزة مرزبان
# بقلمي
# يُتبع ...

الفصل الجاي نازل يوم الاتنين إن شاء الله ، التفاعـل ♡

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now