- الفصل الرابع

150 13 0
                                    

" أن تكون أنانيًا يعني أن تؤذي غيرك في كافة النواحي بشكل مُفرط ، يعني أن تحب نفسك أولًا وثانيًا إلي مالا نهاية ، يعني أن تعتاد أن تُفكر بنفسك دون غيرك ، أو بمعني آخر أن تهدم حياة أحبتك واحدًا تلو الآخر .... "
| بقلمي |
تجلس علي ركبة جدتها التي تبتسم لها في حنو ، بينما هي مغمضة العينين تستشعر ذلك الدفء الذي ينبعث من تلك السيدة وحدها ... والتي لم تري لها مثيل حتي الآن .....
وحدها جدتها قادرة علي فهمها ، وفهم تلك التعقيدات المُتواجدة بقلبها ....

بداخلها كره دفين لوالدتها ....
وسخط كامل علي زوج والدتها ....
وغيرة عمياء من أخيها الوحيد ....

تكرهم جميعًا لأنهم كانوا سببًا في ألم قلبها الأكبر ....
والدتها التي نبذتها فور ولادتها وهي قطعة حمراء من اللحم ، لتهرع للزواج سرًا من شخص ثري متزوج ولديه طفلان ....بعد وفاة والدها لسبب دارج تحت مسميات عمله قبل مجيئها علي تلك الحياة ....
ثم تتركها لجدتها طوال سنين حياتها مُكتفية ببضع اتصالات كل عدة أشهر ......
كبرت دون أب أو أم ، مع جدتها الثرية سليلة عائلة تركية عريقة والتي حرمت ابنتها من الميراث لأفعالها المشينة لسمعتها ....
كبرت وهي حاقدة علي كل طفل يمتلك أمًا أو أبًا ....
كبرت وهي عازمة علي الانتقام من عائلتها التي تخلت عنها ....

ثم تتفاجأ بأن لديها أخًا أصغر منها ، مُسجل معها في نفس السنة الدراسية .....
علي الرغم من أنه يصغرها بعام وعدة أشهر...

عندما عرفت جدتها بأمر عزم حفيدتها علي انتقامها وهي في سن المُراهقة ، تدخلت بحزم مانعة حفيدتها من إرتكاب الحماقات ، فسافرت بحفيدتها خارج البلاد عّل ذلك يثبط مخططات حفيدتها ....

وبالفـعل .....
سكنت حفيدتها إلي حد ما ، وتابعت دراستها الثانوية ، حتي جاءتها منحة من جامعة هارفارد الشهيرة ، لتدرس الطب بتلك الجامعة ، وسرعان ما ظهر نبوغها الذي أذهل الأطباء والذين تبنوا لها مستقبل باهر ....
ووفروا لها الإمكانيات ......

حتي ذلك اليوم .....
حـادث واحد ، كان زيادة علي الكأس المملوء ففاض بالتراكمات ....
حـادث واحد غير مسار حياتها وباتت محتجزة في إحدي المصحات النفسية .....
ودخلت حفيدتها في حالة نفسية ، وأبت أن تتابع دراسة في تلك البلد ، وعادت بها جدتها مرة أخري خائبة ، خائفة علي حفيدتها من نفسها ....
تركتها بعض الوقت تستعيـد نفسها وتنسي ذلك الحادث اللعين .... وما إن بات بخير إلي حـد مـا ...
سرعان ما سجلت لها سريعًا في إحدي الجامعات المرموقة والتي قبلوها ما أن عرفوا بمستوي ذكائها واسم جامعتها السابقة .....
وبالطـبع بنفوذ عائلة والدها ...وبعض الامكانيات من جدتها ...

لتذهب منذ يومين بسيارتها الرياضية لتسجل فيها مُرغمة بضغط من جدتها ، التي تدخلت بسلطة رافضة استمرارها في تلك الحالة أكثر ....
وبالفعل سجلّت ماريتا حفيدتها في جامعة آل دويدار ......
فتخت عينيها في خمول ، بينما جدتها تلعب في شعرها ، فابتسمت لها هامسة :
= عايزة شيبسي

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now