- الفصل الحادي والعشرون

102 9 0
                                    

" جل ما أعرفه أنكِ لفت انتباه القلب ، فـ استدارت لكِ الروح "
| منقول |

بات يختلس النظر إليها كثيرًا مؤخرًا ...
وكأنه بات يراها من منظور آخر .... بـ شكل مُختلف ...
ليس شكلًا مثيرًا للإعجاب بـ شكله أو نسبه أو حتي ماله ....
بل في تصرفاته ...
التصنيف الأمثل علي الإطلاق ...... والذي يقوم علي المنطق ...
فتاة مُتدينة ... مُحافظة ... ذكية ....وبندقية ....
ريحان الشهيرة بـ بتنجانة ، أو زعفرانة كما يحلو له أن يسميها ، ليست فتاة تستطيع المرور من طريق دون أن تنثر رذاذها الوقور فيه ...
السالب جدًا للعقل ... المُحرك جدًا للعواطف ...
كان يراها للمرة المليون وهي تقرأ كتابًا ضخمًا يبدو كـ مرجع علمي ... وقد بان عليها الجد والتركيز ...
دفترها جاهز لاستقبال المعلومات ...
وذهنها مُتحمس لتحليل وتسجيل كل مهم قد ينفعها يومًا في هذا المجال الواسع ....

استقام فجأة ، وهو يقترب منها مُحمحمًا يقول :
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

" في حديث عن النبي بيقول فيه إن السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض ، فأفشوا السلام بينكم ، لا ومش أي سلام ، سلام كامل حافل بكل أماني الرحمة والسلام والبركة ، لأن فيه آية في القرآن بتقول وإذا حُييتم بتحية فـ حَيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان علي كل شيء حسيبًا ، سيادتك يا دكتور جيت مرتين ولا مرة منهم رميت السلام ...."

تطبيقه لكلامها حرفيًا أجج غرورها الأنثوي ، فـ أخفت ابتسامة وهي ترفع عيناها له ناظرة له في رسمية ، مُستعيدة الشخصية الباردة بداخلها ولكنها لم تمنع نفسها من الرد في حبور :
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

_ ممكن أقعد ؟
كان يعلم الإجابة مُسبقًا قبل أن يسأل ولكنه قرر أن يُجازف حتي لا يندم فيما بعد علي أنه لم يسألها الجلوس ...
بينما هي رفعت حاجبيها قائلة في عدم مُراوغة :
_ ليه ؟

_ عايز أسألكِ كام سؤال ...

لم تنزل حاجبيها وهي تُكمل :
_ عن ؟

_ عن الطب ... هيكون ايه يعني ؟

ظلت علي نفس ملامحها ، وهي تقول في جد :
_ اتفضل ...

لوهلة شعر بالانتصار ، وكأنه حقق إعجازًا علميًا ، فـ لم يصدق ما سمع ، ووقف في مكانه معتقدًا أن بالأمر فخًا ما ، فـ كرر بـ دهشة :
_ اتفضل ؟

اتسعت عيناه الواسعتين ذات الرموش الكثيفة ، وهو يقول :
_ يا إلهي ! تأتي نهاية العالم علي الأغلب ، الكونتيسة ريحان وافقت أني أقعد علي التربيزة ؟!

دارت ابتسامتها مرة أخري وهي تقلب وجهها مُستعيدة شخصية ناظرة المدرسة :
_ خلاص اتفضل امشي ، ولما تصدق أبقي تعالي ...

وضع يده علي فمه بحماس قائلًا :
_ ايه ده ! أنتِ بتهزري زي بقية الناس ؟

_ هو مخزون خفة الدم عندك بدأ يصدأ فقلت تجدده ولا ايه ؟

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now