- الفـصـل السـابع

129 13 0
                                    

" اعبر حدود الخوف التي وضعها لك الآخرين ، خليـك حر ! "

| لقائلها |

_ ها يا محمد ، ايه رأيك فالموضوع الي عرضتُـه عليك ؟

رفـع محمد رأسُـه عن أوراقـه وهو جالس علي مائدة الإفطار فـي صباح اليوم التالي ناظرًا لها في استفـهام ، فأشـارت هي بعينها خفية إلي سماء التي تتلاعب بطعامها بشرود ، فبان الفهم بـ مقلتيه ، توجـه بنظـره لسماء ، ينظر لها شاردًا ...مثلـها ...
وهو يتساءل في نفسـه ...
أيفعـل بها ما فُعـل بوالدتها ؟
لقد تزوجت والدتها بشخص لا تحبه ، لا تريد العيش معـه ، ويظهر الضيق بين عينها الزرقاوتيـن كلما طالعته ....

والآن ، هل سيضع ابنته في ذات المصير ؟
هـل سيحكم عليها بنفس مصير والدتها ؟

أعاد نظـره إلي كوثر وهو يرمقـها بتردد ، فرمشت بعينها تطمئنـه خفيـة تُخبره بأن يعطيها الإذن ...
الإذن فقـط ... ويترك لـها بقية الأمور ....

استقامـت سماء دون أن تمس طعامها وهي ساهـمة ، فأطاحـت بيديها كوب القهوة الخـاص بكوثر دون أن تدرك ، فجفلـت بـ خوف ...
رفـعت عينيها لزوجة والدها ، فوجدت إمارات الغضب قد بدأت بالظهور علي وجهها ...
وآآ .... ها هي ....

_ أنت عامية ؟ مشفتيش الفنجان ، أعمل فيكِ ايـه ؟ طول عمرك مستهترة غبية !

أجفلت سماء للمـرة الثانـية مُتشنجة من صوتها العالي ، فارتفعت يداها لا إراديًا لتحط علي أذناها ....
ولـكنها توقفت لوهلـة ، وذكـري خاطـفة تمر بين جنبات عقلها ، كشهاب لامـع ، طاردة خوفـها ...مضيئة ظلام روحـها لتطمئنها ...

= لا ، مش هنخـاف ، يلا دوركِ ...

صوت جـاد _ كـما سمته _ وهو يمسك بذراعـها ، يساعدها علي كتمان صوت الموسيقي حينما كانت في الجامعة أجفلها ، فأنزلت ذراعيها وهي تنظر لهما بدهشـة ..
كمـا أغفلت عن صوت كوثـر العالي لأول مرة وهي تتـذكر الحـادثة بتفاصيلـها ... من بداية مُساندته حـتي .... عِنـاقه !
ابتسمت ابتسـامة ضعيفة علي وجهها بينـما التمـعت عيناها ...
وحـينـها أدركت شيئًا هامًا ، إذا أرادت أن تتغلب علي خوفـها من الصوت العالي ، فلتسكته إذن !

وببساطة شديدة ، وجدت ثغرهـا ينفرج وهي تقول بصوت خفيض يحمل قوة تمتلكها لأول مرة ، مما جعل الذهـول يتشبع بأركان روحـها ، مُجبرًا إياهـا علي الشعور بشعور لذيذ لم يسبق لهـا الشعور به :

_ كفـايا !

سـاد الصمت بين أرجاء غُرفة الطعام ، في حين رفع نادر وهند رأسهما عن أطباقهما مندهشين ....، بينما ارتسـمت ابتسامة فرحة علي وجـه أحمد الذي كان يستقيم لِيُخلصها من والدته ...
في حين ارتسـم التجهم علي وجه محمد ، وذكـري والدتُها تترسـم أمامه .... أستتمرد مثل أمها ؟
لا ، لن يسمح لها !

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now